مشكلة الخدوش في آيفون 17: الأسباب، ردود فعل المستخدمين، والحلول

منذ إطلاق سلسلة آيفون 17، ظهر جدل واسع على الإنترنت حول مشكلة غير متوقعة أطلق عليها المستخدمون اسم «Scratchgate». عدد كبير من مالكي الهاتف الجديد لاحظوا أن الجهاز يتعرّض للخدوش بسرعة غير معتادة، حتى مع الاستخدام العادي واليومي. هذه الظاهرة أثارت قلق المستخدمين وأسئلة كثيرة عن سببها، وهل تعود إلى خطأ في التصنيع أم إلى قرارات تصميمية اتخذتها آبل، وما هي الحلول المتاحة لتقليل تأثيرها.
في هذا المقال سنفصل القصة من بدايتها، نستعرض شهادات المستخدمين، نحلل الأسباب التقنية وراء المشكلة، ونناقش ما إذا كانت تمثل خطراً حقيقياً على تجربة استعمال آيفون 17 أم أنها مجرد تضخيم إعلامي.
البداية: كيف وُلد مصطلح «Scratchgate»؟
ليست هذه المرة الأولى التي يظهر فيها مصطلح من نوع “Gate” في عالم آبل. الشركة واجهت سابقاً أزمات مشابهة:
- Antennagate مع آيفون 4 عندما أثّر الإمساك بالهاتف على جودة الشبكة.
- Bendgate مع آيفون 6 بسبب سهولة انحناء الجهاز في الجيب.
- Batterygate عندما اكتشف المستخدمون أن تحديثات النظام تقلل من أداء بعض الأجهزة القديمة لإطالة عمر البطارية.
مع آيفون 17، ظهرت صور على المنتديات ومواقع التواصل تُظهر خدوشاً واضحة على الشاشة والإطار، أحياناً بعد أسبوع واحد فقط من الاستخدام. هذه التجارب الشخصية انتشرت بسرعة وأطلقت وسم Scratchgate، ليتحوّل إلى نقاش عالمي حول جودة خامات الهاتف.
ما الذي يشتكي منه المستخدمون؟
شهادات المستخدمين متقاربة بشكل ملحوظ:
- الخدوش تظهر على الشاشة حتى عند الاستخدام العادي جداً مثل السحب أو النقر.
- الإطار المصنوع من التيتانيوم يلتقط خدوشاً دقيقة عند ملامسته لمفاتيح أو عملات معدنية.
- بعض المستخدمين لاحظوا خطوطاً صغيرة حتى وهم يستخدمون الهاتف مع غطاء حماية رقيق.
- آخرون قالوا إن خدوش الشاشة بارزة أكثر عندما ينعكس الضوء عليها، ما يجعلها مزعجة بصرياً.
ما يثير الانتباه أن هذه الملاحظات لا تأتي فقط من أشخاص يهملون أجهزتهم، بل حتى من مستخدمين وصفوا أنفسهم بأنهم “حذرون للغاية” مع هواتفهم.

المواد المستخدمة في آيفون 17: بين القوة والخدش
آبل قدّمت آيفون 17 بتصميم جديد يعتمد على:
- واجهة زجاجية محسّنة قالت الشركة إنها مقاومة أكثر للكسر.
- إطار من التيتانيوم أخف وزناً وأقوى من الألومنيوم المستخدم سابقاً.
لكن في عالم المواد، هناك معادلة يصعب تجاوزها:
- الزجاج القوي ضد الصدمات لا يكون بالضرورة أقوى ضد الخدوش.
- التيتانيوم المعدني جميل وخفيف، لكنه يلتقط علامات سطحية بسهولة أكبر مقارنة بالفولاذ المقاوم للصدأ.
بمعنى آخر، آبل اختارت تحسين جانب الحماية من الكسر، لكنها ضحّت جزئياً بمقاومة الخدوش.
هل هي مشكلة تصنيع أم قرار تصميمي؟
التحليلات التقنية تميل إلى أن Scratchgate ليست نتيجة خطأ في التصنيع، بل هي نتيجة طبيعية لاختيارات آبل التصميمية. الشركة أرادت تقليل وزن الهاتف وتحسين متانته ضد السقوط. النتيجة: مواد أكثر هشاشة أمام الخدوش.
هذا يعيدنا إلى سؤال أساسي: هل المستخدم العادي يفضّل هاتفاً لا ينكسر عند السقوط لكن قد يُخدش بسهولة، أم العكس؟ الإجابة تختلف من شخص لآخر، لكن أغلب المستخدمين لا يحبون رؤية خدوش على جهاز ثمنه مرتفع مثل آيفون 17.
مقارنة مع هواتف سابقة
إذا قارنا آيفون 17 بسلسلة آيفون 14 أو 15:
- تلك الإصدارات كانت أقل عرضة للخدش، خصوصاً في الإطار، لكنها أكثر عرضة للكسر عند السقوط.
- بعض الخبراء ذكروا أن زجاج آيفون 17 قريب من زجاج «Gorilla Glass Victus» الذي يركّز على مقاومة الصدمات أكثر من مقاومة الخدش.
هذا يوضح أن آبل لم تكن أول شركة تواجه هذه المعضلة، فحتى هواتف أندرويد المتقدمة مثل جالكسي S24 واجهت شكاوى مشابهة.
كيف يمكن حماية آيفون 17 من الخدوش؟
الحلول ليست معقدة، لكنها ضرورية إذا كنت تريد الحفاظ على مظهر الهاتف:
- تركيب واقي شاشة (Screen Protector): يوفّر طبقة إضافية تمتص الخدوش.
- اختيار غطاء حماية يغطي الحواف: الأغطية الرخيصة أو الشفافة الرقيقة لا تحمي الإطار بشكل كافٍ.
- فصل الهاتف عن الأشياء المعدنية: تجنّب وضع الهاتف في نفس الجيب مع المفاتيح أو العملات.
- تنظيف الشاشة بقطعة قماش ناعمة: الغبار الصغير يمكن أن يسبب خدوشاً دقيقة عند المسح العشوائي.
رد فعل آبل حتى الآن
آبل لم تصدر بياناً رسمياً حول Scratchgate. هذه الاستراتيجية ليست جديدة عليها، إذ غالباً ما تتجاهل الشكاوى في البداية حتى ترى إن كانت الظاهرة واسعة فعلاً أم أنها مجرد حالات فردية مضخّمة إعلامياً.
لكن من المعروف أن الشركة تتابع المنتديات وشكاوى الدعم الفني، وقد تعمد إلى تحسين المواد في دفعات الإنتاج القادمة أو في الإصدار التالي من الآيفون.
هل الخدوش تؤثر على الأداء؟
من المهم التوضيح: الخدوش سطحية غالباً، ولا تؤثر على عمل الشاشة أو حساسية اللمس. المشكلة جمالية بالدرجة الأولى. لكن بالنسبة لهاتف يُباع بسعر مرتفع، الناحية الجمالية جزء أساسي من التجربة. المستخدم الذي يدفع أكثر من ألف دولار يتوقع أن يظل جهازه أنيقاً لأطول فترة ممكنة.
البعد النفسي والإعلامي
مثل هذه المشاكل لا تُقاس فقط بالتأثير المباشر، بل أيضاً بالانطباع العام. انتشار صور الخدوش على تويتر وريدت يعزز فكرة أن الهاتف “هش”، حتى لو لم يكن الأمر دقيقاً من الناحية التقنية. وهذا يؤثر على صورة آبل كعلامة تجارية تهتم بالتفاصيل والجودة.
ما الذي يمكن أن نتوقعه مستقبلاً؟
هناك عدة سيناريوهات محتملة:
- آبل قد تحسّن عملية الطلاء أو تركيبة الزجاج في الدفعات القادمة.
- ربما نرى في آيفون 18 مادة هجينة تجمع بين مقاومة الصدمات والخدوش.
- أو قد تعتبر الشركة أن المشكلة ثانوية وتعتمد على أن معظم المستخدمين يستخدمون واقيات وأغطية.
«Scratchgate» ليست أزمة كبيرة مقارنة بمشاكل سابقة واجهتها آبل، لكنها كافية لإثارة استياء فئة من المستخدمين. الخدوش لا تعطل الهاتف، لكنها تضر بانطباع المستخدم عن جودة الجهاز، خصوصاً مع سعر مرتفع.
الحقيقة أن آبل وضعت نفسها أمام معادلة صعبة: تحسين مقاومة الكسر على حساب مقاومة الخدش. الحل العملي اليوم بيد المستخدم، عبر اللجوء إلى واقيات وأغطية حماية.
في النهاية، تبقى تجربة آيفون 17 قوية من حيث الأداء والكاميرات والبطارية، لكن مسألة الخدوش قد تدفع البعض لإعادة التفكير في كيفية التعامل مع أجهزتهم. ربما لا يكون الهاتف بنفس “المتانة الجمالية” التي عودتنا عليها آبل، لكن مع قليل من العناية يمكن الحفاظ عليه بمظهر جيد لسنوات.