آبل تحذر مستخدمي آيفون من برنامج تجسس متطور: تفاصيل صادمة وطرق الحماية
في خطوة أثارت قلق ملايين المستخدمين حول العالم، أصدرت شركة آبل تحذيرًا رسميًا تُنبّه فيه مستخدمي أجهزة آيفون إلى خطر محتمل يتمثل في وجود برنامج تجسس متقدم يستهدف هواتفهم بشكل سري. وقد تم اكتشاف هذه البرمجيات الخبيثة ضمن حملة هجمات إلكترونية وصفتها الشركة بأنها “معقدة ومدعومة من جهات قوية”، وتُركز بشكل خاص على فئات حساسة من المستخدمين مثل النشطاء والصحفيين والسياسيين.
ما طبيعة البرنامج الذي تحذر منه آبل؟
البرنامج الذي اكتشفته آبل يصنّف ضمن فئة “برمجيات التجسس المرتزقة”، وهي أدوات رقمية متطورة تُستخدم للتجسس على الأفراد دون علمهم، وعادةً ما تُباع إلى الحكومات أو شركات خاصة لاستعمالها في مهام استخباراتية. وتقوم هذه البرمجيات بجمع معلومات شاملة عن المستخدم، مثل الموقع الجغرافي، وجهات الاتصال، وسجل المكالمات، والرسائل النصية، وحتى التنصت على المحادثات عبر الميكروفون واستخدام الكاميرا في الخفاء.
تشير بعض التقارير إلى أن هذا النوع من البرامج يُشبه ما يُعرف باسم “بيغاسوس”، وهو برنامج تجسس شهير طوّرته شركة إسرائيلية وتم استخدامه سابقًا لاختراق أجهزة العديد من الشخصيات المؤثرة حول العالم.
كيف اكتشفت آبل هذا الخطر؟
أوضحت شركة آبل، المعروفة بالتزامها الصارم بحماية خصوصية المستخدمين، أنها تعتمد على بنية أمنية قوية وشبكة من أنظمة المراقبة الذكية لرصد أي سلوكيات مشبوهة على أجهزتها، سواء من حيث حركة البيانات أو محاولات الوصول غير المصرح بها. وخلال سلسلة من التحليلات الأمنية التي أجرتها الشركة مؤخرًا، تم تسجيل أنشطة رقمية غير معتادة، تشير بوضوح إلى وجود محاولات اختراق دقيقة ومعقدة، نفذتها جهات متقدمة تقنيًا تستهدف فئة محددة من المستخدمين. وبحسب ما كشفت عنه الشركة، فإن هذه الأنشطة شملت مستخدمي أجهزة آيفون في أكثر من 90 دولة، ما يشير إلى أن الأمر ليس حادثًا معزولًا، بل جزء من حملة تجسسية واسعة النطاق. واستجابة لهذا الخطر، قامت آبل بإرسال تنبيهات فورية إلى الأجهزة التي يُشتبه بتعرضها لهذا النوع من الهجوم، وذلك من خلال إشعارات تظهر داخل إعدادات الجهاز، إضافة إلى إرسال رسائل بريد إلكتروني مباشرة إلى حساب Apple ID الخاص بالمستخدم. وتأتي هذه الخطوة في إطار سياسة الشفافية التي تتبعها الشركة مع مستخدميها، وتشكل تحذيرًا مهمًا لاتخاذ تدابير وقائية عاجلة، وتؤكد على أن أي جهاز ذكي، مهما بلغت درجة حمايته، يظل عرضة للاستهداف إذا توافرت إرادة قوية وموارد كبيرة خلف الهجوم.
من هم الأشخاص الأكثر عرضة للاستهداف؟
بحسب ما ورد في بيان الشركة، فإن هذا النوع من الهجمات غالبًا ما يستهدف فئات محددة، مثل:
- الصحفيين الذين يغطون مواضيع سياسية أو قضايا فساد.
- المحامين العاملين في قضايا حقوق الإنسان أو قضايا حساسة.
- الناشطين والمدافعين عن الحريات.
- موظفين في منظمات غير حكومية.
- مسؤولين حكوميين أو شخصيات سياسية معروفة.
لكن آبل لم تستبعد احتمال أن يمتد الاستهداف ليشمل أفرادًا عاديين مع مرور الوقت، خاصة مع تطور هذه البرمجيات بشكل متسارع.
كيف تعرف إن كنت من بين المستهدفين؟
إذا كنت قد استلمت رسالة أو إشعارًا من آبل يقول إن جهازك ربما يكون تحت الهجوم، فمن المرجح أنك ضمن دائرة الاستهداف. هذه الإشعارات يتم إرسالها عبر البريد الإلكتروني وكذلك عبر إشعار يظهر في تطبيق “الإعدادات” تحت Apple ID.
وفي حال لم يصلك أي تحذير، فهذا لا يعني بالضرورة أنك بمأمن تام، ولكن من الأفضل اتباع إجراءات وقائية أساسية لتأمين جهازك.
خطوات الحماية من برامج التجسس:
- تحديث نظام iOS باستمرار: آبل تصدر تحديثات أمنية بشكل دوري، ومن المهم تثبيتها فور توفرها.
- تفعيل المصادقة الثنائية: هذه الميزة تضيف طبقة حماية إضافية عند الدخول إلى حساب Apple ID.
- تفعيل “وضع القفل” Lockdown Mode: وهي ميزة جديدة تقيّد بعض وظائف النظام لمنع استغلال الثغرات الأمنية.
- عدم تثبيت التطبيقات من خارج متجر App Store.
- الحذر من الروابط والمرفقات المشبوهة: لا تفتح أي رابط يصلك من جهة غير معروفة، حتى لو بدا لك طبيعيًا.
- إعادة تشغيل الهاتف بانتظام: تؤكد بعض الأبحاث أن إعادة التشغيل اليومية قد تعطل بعض أنواع برامج التجسس.
- مراجعة أذونات التطبيقات: تحقق من التطبيقات التي تملك صلاحية الوصول إلى الكاميرا أو الميكروفون أو الموقع.
ما هو “وضع القفل” Lockdown Mode؟
تعد هذه الميزة من أهم الابتكارات الأمنية التي قدمتها آبل مؤخرًا، وهي مصممة خصيصًا لحماية المستخدمين من الهجمات السيبرانية المتقدمة. عند تفعيل هذا الوضع، يتم تعطيل بعض الخصائص غير الضرورية مثل عرض الصور في الرسائل، والروابط التفاعلية، والاتصالات السلكية واللاسلكية الغريبة. هذا يقلل من فرص استغلال الثغرات الأمنية في النظام.
آبل تؤكد التزامها بحماية الخصوصية
تشير آبل إلى أن هذا التحذير جزء من التزامها العميق بحماية بيانات المستخدمين وخصوصيتهم. وصرّحت الشركة بأنها تواصل تطوير أدوات جديدة للكشف عن الهجمات الرقمية والتعامل معها. كما دعت المستخدمين إلى البقاء على وعي، وتثقيف أنفسهم حول طرق الحماية الرقمية.
ماذا عن دور الحكومات؟
يثير انتشار برمجيات التجسس التجارية مثل “بيغاسوس” جدلًا واسعًا حول العالم. فقد بدأت العديد من الحكومات فتح تحقيقات ضد الشركات التي تطور هذه الأدوات، وسط دعوات حقوقية لحظر استخدامها وتقييد بيعها. وتواجه هذه البرمجيات اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان، وتهديد حرية التعبير، والخصوصية الرقمية.
في الختام: كن حذرًا وابقَ متيقظًا
في زمن أصبحت فيه الهواتف الذكية جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، لا يمكن التهاون في موضوع الأمان الرقمي. تحذير آبل الأخير يُعد جرس إنذار لجميع مستخدمي آيفون لاتخاذ خطوات عملية لحماية أجهزتهم من التهديدات الخفية. وبينما تعمل الشركة على سد الثغرات الأمنية، تقع على عاتق كل مستخدم مسؤولية الوعي بخطورة البرمجيات الخبيثة وتبني سلوكيات رقمية آمنة.
اكتشف كل ما هو جديد في عالم آبل – زر موقعنا الآن عبر الرابط التالي واستعد لمستقبل الابتكار i-phony.com