واتساب يجلب ميزة شهيرة من آيفون إلى أجهزة ماك بعد سنوات من الانتظار

بعد سنوات من الطلبات والاقتراحات من مستخدمي واتساب، أطلقت الشركة أخيرًا تحديثًا جديدًا يجلب إحدى الميزات الأكثر شعبية في آيفون إلى تطبيق واتساب على أجهزة ماك.
الميزة الجديدة ليست مجرد إضافة بسيطة، بل تغيير عملي يجعل تجربة استخدام واتساب على الحواسيب أقرب لما اعتاد عليه المستخدمون على هواتفهم.

تحديث واتساب الجديد يُظهر أن الشركة بدأت تولي اهتمامًا أكبر لتجربة الاستخدام على الحواسيب، بعدما ظلت تطبيقات سطح المكتب محدودة مقارنة بنسخة الهاتف لفترة طويلة.

ما هي الميزة الجديدة؟

الميزة التي وصلت أخيرًا إلى مستخدمي ماك هي ميزة مشاركة الشاشة بالصوت أثناء المكالمات.
هذه الميزة كانت متاحة منذ فترة طويلة على آيفون، لكنها كانت غائبة تمامًا في نسخة سطح المكتب، وهو ما سبب إزعاجًا للمستخدمين الذين يعتمدون على واتساب في اجتماعاتهم أو مكالماتهم المهنية.

الآن، يمكن لمستخدمي ماك مشاركة شاشة حواسيبهم مع الطرف الآخر أثناء المكالمة، سواء لعرض عرض تقديمي، أو توضيح خطوة تقنية، أو حتى مشاهدة مقطع فيديو معًا.
والأهم من ذلك أن الصوت أصبح جزءًا من المشاركة، مما يجعل التجربة متكاملة فعلًا.

لماذا تعتبر هذه الميزة مهمة؟

في السنوات الأخيرة، تحوّل واتساب من مجرد تطبيق مراسلة إلى منصة تواصل متعددة الاستخدامات.
ومع تطور العمل عن بُعد والتعليم الإلكتروني، أصبحت ميزة مشاركة الشاشة أداة ضرورية في التواصل اليومي.

المستخدمون كانوا يعتمدون على تطبيقات مثل “زوم” أو “مايكروسوفت تيمز” لهذه المهام، لكن إضافة هذه الخاصية إلى واتساب تجعل التطبيق أكثر عملية.
يمكن للمستخدم الآن إجراء مكالمة صوتية أو مرئية على ماك، ومشاركة شاشته بكل سهولة دون مغادرة التطبيق.

كيف تعمل الميزة؟

بعد تثبيت التحديث الجديد، سيلاحظ المستخدم ظهور زر جديد داخل واجهة المكالمات على تطبيق واتساب لماك.
عند الضغط عليه، يمكن اختيار ما إذا كنت تريد مشاركة الشاشة بالكامل أو نافذة محددة فقط.

بمجرد تفعيل المشاركة، يرى الطرف الآخر الشاشة بوضوح، ويمكنه سماع الصوت في الوقت نفسه، وهو ما لم يكن ممكنًا في النسخ السابقة.
تجربة الاستخدام تشبه تمامًا ما يقدمه واتساب على آيفون منذ أشهر، مع واجهة بسيطة وسلسة لا تتطلب أي إعدادات معقدة.

تجربة أكثر تكاملًا بين تجربة واتساب على آيفون وماك

اللافت في هذا التحديث هو مدى التوافق بين تجربة واتساب على آيفون وماك.
فعندما يبدأ المستخدم مكالمة على هاتفه، يمكنه الآن الانتقال إلى جهاز ماك ومتابعة المكالمة دون انقطاع.
التطبيق يتعرف تلقائيًا على الحساب نفسه ويستمر في عرض الشاشة أو الصوت بنفس الجودة.

هذا التكامل يُظهر أن واتساب بدأ يسير في نفس الاتجاه الذي تتبعه آبل نفسها في منتجاتها، وهو توحيد التجربة عبر الأجهزة.
فالمستخدم لم يعد يشعر بفرق كبير بين استخدام واتساب على الهاتف أو الحاسوب.

تحسينات أخرى لواتساب في التحديث

إلى جانب الميزة الأساسية، أضاف واتساب في هذا التحديث مجموعة من التحسينات الثانوية:

• دعم أفضل للإشعارات في macOS Sonoma، مما يسمح للمستخدم بالرد مباشرة من الإشعار دون فتح التطبيق.
• إصلاح مشكلة الصوت المتقطع أثناء المكالمات الطويلة التي كانت تظهر لدى بعض المستخدمين.
• تحسين جودة الفيديو أثناء المكالمات الجماعية، خصوصًا على الأجهزة المزودة بمعالج Apple Silicon.

كما تم تحسين أداء التطبيق العام، فأصبح أسرع في الفتح وأقل استهلاكًا للطاقة مقارنة بالإصدارات السابقة.

تجربة مكالمات أكثر استقرارًا في واتساب

تحديث واتساب الأخير جعل مكالمات الفيديو على أجهزة ماك أكثر استقرارًا من أي وقت مضى.
ففي السابق، كان التطبيق يعاني من تأخير بسيط في الصوت أو الصورة عند مشاركة الشاشة.
الآن، بفضل تحسينات في خوادم واتساب وضبط معالجة البيانات على نظام macOS، أصبحت التجربة أكثر سلاسة.

حتى عند ضعف الاتصال بالإنترنت، يحافظ التطبيق على جودة المكالمة بأقل قدر من التقطّع.
وهذا التحسين يعكس اهتمام الشركة بتقديم أداء مستقر ينافس تطبيقات مؤتمرات الفيديو المتخصصة.

هل تعمل الميزة على جميع أجهزة ماك؟

الميزة الجديدة متوفرة على معظم الأجهزة الحديثة التي تعمل بإصدار macOS Monterey وما بعده.
لكن للاستفادة من أعلى جودة ممكنة، يوصى باستخدام أجهزة ماك المزودة بمعالجات M1 أو M2، حيث تقدم أداءً أفضل في معالجة الصوت والفيديو.

أما الأجهزة القديمة بمعالجات إنتل، فالميزة تعمل أيضًا، لكن قد يلاحظ المستخدم فارقًا بسيطًا في الأداء أثناء المكالمات الطويلة.

أمان وخصوصية محسّنة في واتساب

عند الحديث عن مشاركة الشاشة، يبرز دائمًا سؤال الأمان.
واتساب أكّد أن ميزة مشاركة الشاشة على ماك محمية بنفس معايير التشفير الطرفي التي يستخدمها التطبيق في المكالمات والرسائل.

بمعنى أن محتوى الشاشة لا يُخزّن في خوادم الشركة، ولا يمكن لأي طرف ثالث الوصول إليه.
كما أن التطبيق يعرض إشعارًا واضحًا للمستخدم طوال مدة المشاركة لتذكيره بأن شاشته معروضة.

بهذا الشكل، تظل خصوصية المستخدم محفوظة بالكامل.

المنافسة واتساب مع تطبيقات أخرى

من الواضح أن واتساب يحاول تقليص الفجوة مع تطبيقات مثل تليغرام ومايكروسوفت تيمز وزوم.
فميزة مشاركة الشاشة كانت إحدى النقاط التي جعلت هذه التطبيقات متفوقة لفترة طويلة.
لكن الآن، ومع وصولها إلى أجهزة ماك، أصبح واتساب خيارًا أكثر جدية في الاستخدام المهني أو الدراسي.

الميزة الجديدة قد لا تحل محل أدوات الاجتماعات المتخصصة، لكنها كافية لمعظم المستخدمين الذين يريدون حلاً بسيطًا وسريعًا دون تعقيد.

واتساب على ماك: تجربة في تحسّن مستمر

خلال العام الماضي، بدأ whatsapp بإعادة بناء تطبيقه لأنظمة macOS من الصفر باستخدام تقنيات أصلية من آبل.
هذه الخطوة جعلت التطبيق أسرع وأكثر استقرارًا من النسخ التي كانت تعتمد على واجهات ويب.

ومع كل تحديث جديد، يزداد تقارب التطبيق مع تصميم وتجربة آيفون.
واجهة الاستخدام أصبحت أخف، ونظام الإشعارات يعمل بسلاسة أكبر، والمكالمات الآن تبدو طبيعية ومباشرة.

آراء المستخدمين الأوائل

ردود الفعل الأولى من مستخدمي ماك كانت إيجابية جدًا.
الكثيرون أشاروا إلى أن مشاركة الشاشة بالصوت جعلت التطبيق أكثر فائدة في حياتهم اليومية.
بعض المستخدمين ذكروا أنهم استخدموا الميزة لشرح خطوات أو عرض مستندات أثناء المكالمات، دون الحاجة لأي تطبيق آخر.

ورغم أن الميزة لا تزال في بدايتها، إلا أن التجربة العامة تُظهر أن واتساب يقترب من نضج حقيقي في نسخة سطح المكتب.

ماذا بعد؟

وفقًا للتقارير، تعمل واتساب حاليًا على جلب ميزة المكالمات الجماعية مع مشاركة الشاشة المتعددة، أي أن أكثر من شخص يمكنه مشاركة شاشته أثناء الاجتماع نفسه.
كما يجري اختبار ميزة التحكم عن بُعد التي تسمح للطرف الآخر بالتفاعل مع الشاشة المشتركة بشكل محدود.

هذه الإضافات – إذا وصلت قريبًا – ستجعل واتساب منافسًا فعليًا لتطبيقات الاجتماعات الكبرى.

الخلاصة

بعد سنوات من الانتظار، أصبحت ميزة مشاركة الشاشة بالصوت متاحة أخيرًا على واتساب لأجهزة ماك.
التحديث الجديد لا يضيف فقط خاصية طال انتظارها، بل يرفع تجربة واتساب المكتبية إلى مستوى جديد من التكامل والسهولة.

مع تحسين الأداء، ودعم الإشعارات، وضبط الخصوصية، يبدو أن واتساب يسير في الاتجاه الصحيح لتوحيد التجربة بين الهاتف والحاسوب.
المستخدم اليوم لم يعد مضطرًا للاختيار بين الراحة على الهاتف أو الإنتاجية على الحاسوب — كلاهما أصبحا متكاملين.