دروس و شروحات

تفكيك آيفون إير: لماذا هو أقوى من شكله الخفيف؟

منذ أن أعلنت شركة آبل عن هاتفها الجديد آيفون إير، بدأ الاهتمام يتزايد حول هذا الجهاز الغامض الذي جاء بتصميم خفيف وسعر أقل، لكنه يحمل مواصفات تقترب من هواتف الفئة العليا. ومع انتشار المراجعات التقنية المعتادة، كان الجميع ينتظر رأي شخص واحد فقط: مدمّر الهواتف، المعروف بمراجعاته القاسية وتجارب التحمل التي لا ينجو منها أي هاتف بسهولة.

في أحدث اختبار له، قرر هذا الخبير الشهير أن يضع آيفون إير تحت المجهر — أو بالأصح، تحت الضغط والانحناء والنار — ليكتشف بنفسه ما تخفيه آبل في تصميم هذا الهاتف. والنتائج التي خرج بها كانت مفاجئة حتى له.

تصميم خفيف… لكنه أقوى مما يبدو

أول ما لاحظه مدمّر الهواتف هو أن آيفون إير يزن أقل بشكل واضح من آيفون 17 برو، ومع ذلك، لم يشعر بأنه هشّ أو ضعيف. الإطار المصنوع من الألومنيوم المعالج حافظ على صلابته أثناء اختبار الانحناء الأولي، رغم أن الجهاز انحنى قليلًا تحت ضغط قوي جدًا، لكنه لم يتصدّع أو ينكسر.

وقال في مراجعته:

“كنت أتوقع أن أسمع صوت كسر الزجاج أو انفصال الشاشة، لكن الهاتف قاوم بطريقة غريبة، كأنه مصنوع من مادة جديدة تمامًا.”

آبل لم تعلن رسميًا عن نوع السبيكة المستخدمة في آيفون إير، لكن يبدو أنها استخدمت مزيجًا مطورًا من الألومنيوم المعاد تدويره والمقوّى حراريًا، ما جعل الجهاز يجمع بين الخفة والمتانة في وقت واحد.

الشاشة: طبقة حماية غير معلنة

في اختبار الخدوش، استخدم مدمّر الهواتف أدوات دقيقة لقياس مقاومة الشاشة. النتيجة كانت مدهشة: زجاج آيفون إير قاوم الخدوش حتى المستوى السادس على مقياس الصلابة، وهي نتيجة مقاربة جدًا لزجاج السيراميك المستخدم في آيفون 17 برو.

هذا المقال قد يهمك أيضا: اضغط لفتحه
iOS 26 يجلب ميزة الإنقاذ الذكي: حل فوري لهواتف آيفون المعطلة

المثير أن آبل لم تذكر رسميًا أن آيفون إير يملك نفس حماية الشاشة، ما يعني أن هناك تحسينًا داخليًا غير معلن.

المختبر قال:

“يبدو أن آبل جرّبت طبقة حماية جديدة تجمع بين شفافية أعلى ومقاومة محسّنة للخدوش الدقيقة. هذا واضح من ملمس الزجاج نفسه أثناء التجربة.”

مقاومة السقوط: المفاجأة الكبرى

عند اختبار السقوط من ارتفاع متر ونصف، سقط آيفون إير على الأرض وجهًا لأسفل، لكن المفاجأة أنه لم يتضرر إلا بخدش طفيف في الإطار. أما الشاشة فبقيت سليمة تمامًا.

تم تكرار الاختبار عدة مرات بزوايا مختلفة، وفي كل مرة كان الهاتف يصمد بشكل أفضل مما توقعه الخبير.
عند السقوط الرابع فقط، ظهرت شرخ صغير في الزاوية السفلية.

قال مدمّر الهواتف في تعليقه:

“لو لم أرَ الوزن الخفيف، لظننت أنني أتعامل مع آيفون برو فعليًا. الصلابة هنا غير منطقية بالنسبة لهاتف بهذا التصميم.”

السر في الهيكل الداخلي

بعد اختبارات التحمل، انتقل الخبير إلى الجزء المفضل لديه: تفكيك الجهاز بالكامل.
وهنا ظهر ما وصفه بـ “السر الحقيقي لآيفون إير”.

عند فتح الجهاز، لاحظ أن آبل غيّرت تصميم الإطار الداخلي للوحة الأم والبطارية. بدلًا من الإطار المعدني الكامل كما في آيفون 17 برو، استخدمت آبل هيكلًا هجينيًا من الألومنيوم المقوى وألياف الكربون الدقيقة لتوزيع الضغط ومنع الالتواء.

هذا الابتكار سمح للهاتف أن يكون خفيفًا بنسبة 15٪ مقارنة بالبرو، من دون أن يفقد الصلابة.
وهو ما يفسّر نتائج اختبارات الانحناء والسقوط الممتازة.

تبريد محسّن رغم الحجم الأصغر

أحد الأسرار التي اكتشفها الخبير أثناء تفكيك آيفون إير هو وجود نظام تبريد جديد لم تعلن عنه آبل.
بدل الأنابيب المعدنية التقليدية، يستخدم آيفون إير طبقة تبريد نحيفة تعتمد على الجرافين، وهي مادة موصلة للحرارة خفيفة جدًا وفعّالة.

هذا المقال قد يهمك أيضا: اضغط لفتحه
شرح تغيير مسار حفظ النسخة الإحتياطية للآيتونز

قال الخبير:

“هذه أول مرة أرى فيها آبل تستخدم الجرافين في هاتف بهذه الفئة. الخطوة ذكية لأنها تقلل الحرارة وتُبقي الأداء ثابتًا لفترة أطول، خصوصًا أثناء التصوير أو تشغيل الألعاب.”

هذه الملاحظة تفسّر كيف تمكن آيفون إير من تقديم أداء قريب من آيفون 17 برو رغم الفارق في المعالج ونظام التبريد.

البطارية: توازن ذكي بين الحجم والكفاءة

عند فحص البطارية، وجد الخبير أنها أصغر قليلًا من تلك الموجودة في آيفون 17 برو، لكنها تعتمد على خلية جديدة بتقنية الأنود المحسّن التي تتيح كثافة طاقة أعلى.

بكلمات بسيطة، البطارية أصغر حجمًا لكنها تحتفظ بشحن أطول من المتوقع.
وخلال الاختبار العملي، تم تشغيل فيديو متواصل لأكثر من 15 ساعة قبل أن تنفد البطارية بالكامل — وهي نتيجة ممتازة بالنسبة لهاتف بهذه الفئة.

الكاميرا: خلف العدسات الصغيرة سر آخر

من الخارج، تبدو كاميرا آيفون إير أبسط من تلك في آيفون 17 برو، لكن بعد التفكيك، ظهر أن آبل استخدمت مستشعرًا رئيسيًا جديدًا أصغر حجمًا وأكثر حساسية للضوء.

الخبير أوضح أن هذا المستشعر ليس نفسه المستخدم في البرو، لكنه يقدّم نتائج قريبة جدًا بفضل خوارزميات المعالجة الذكية في نظام iOS 18.5.

وفي اختبار سريع للكاميرا داخل المختبر، لاحظ أن الهاتف يوازن الضوء بشكل مذهل، خصوصًا في ظروف الإضاءة المختلطة.

الصوت والمكبرات: تحسّن غير متوقع

من الاختبارات الثانوية التي أجراها مدمّر الهواتف اختبار الصوت.
برغم أن آبل لم تذكر أي تطوير واضح في مكبرات الصوت، إلا أن التجربة كشفت صوتًا أنقى وأكثر عمقًا من الأجيال السابقة.

السر — كما وجد الخبير بعد التفكيك — هو تعديل في تجويف الصوت الداخلي يسمح بتوزيع الاهتزازات بشكل متوازن.
قال في النهاية:

“حتى الصوت في هذا الجهاز يحمل بصمة هندسية مختلفة. واضح أن آبل أعادت التفكير في كل تفصيل داخلي.”

المواد القابلة للإصلاح: خطوة غير متوقعة من آبل

أحد أكثر الأمور التي أثارت إعجاب مدمّر الهواتف هي سهولة فتح آيفون إير مقارنة بالأجهزة السابقة.
فالشاشة مثبتة بنظام جديد يجعل استبدالها أسهل، والبطارية يمكن فكّها دون تسخين أو أدوات خاصة.

هذا المقال قد يهمك أيضا: اضغط لفتحه
iOS 18.4: عندما يقوم الآيفون بتحميل التطبيقات دون إذنك – ما الذي يحدث؟

هذا يعني أن آبل بدأت تهتم أكثر بقابلية الإصلاح، خصوصًا في هذه الفئة التي تستهدف المستخدمين العاديين.
وهو تطور طال انتظاره من محبي الشركة.

الانطباع العام بعد التفكيك

في ختام تجربته، وصف مدمّر الهواتف آيفون إير بأنه “المفاجأة الهادئة من آبل”.
وقال:

“قد يبدو بسيطًا من الخارج، لكنه من الداخل قطعة هندسية ذكية. كل جرام فيه له سبب.”

برأيه، سر آيفون إير الحقيقي لا يكمن فقط في وزنه الخفيف أو سعره المنخفض، بل في الطريقة التي أعادت بها آبل التفكير في تصميم هواتفها.

بدل أن يكون نسخة ضعيفة من آيفون برو، جاء آيفون إير كهاتف بحد ذاته، متوازن بين الأداء والصلابة والعملية.

خلاصة

  • آيفون إير أثبت أنه ليس مجرد نسخة اقتصادية، بل تصميم جديد بذكاء هندسي حقيقي.
  • قوته في الجمع بين الخفة والصلابة.
  • نظام التبريد والهيكل الداخلي يجعلان الأداء ثابتًا حتى في الاستخدام المكثف.
  • سهولة الإصلاح خطوة إيجابية من آبل بعد سنوات من التعقيد.

مدمّر الهواتف ختم مراجعته قائلاً:

“آبل لم تخترع شيئًا جديدًا هنا، لكنها أعادت ترتيب كل شيء بطريقة تجعل الهاتف يبدو أبسط وأقوى في الوقت نفسه.”

سر آيفون إير ليس في معالجه أو كاميراته فقط، بل في فلسفة التصميم التي اعتمدتها آبل هذه المرة: جهاز خفيف، قوي، وعملي دون تكلّف.
النتيجة هي هاتف يغيّر نظرة المستخدمين للفئة المتوسطة من آبل، ويؤكد أن البساطة يمكن أن تكون أعظم إنجاز هندسي.

إذا أردت معرفة المزيد عن تصميم آيفون إير وأسراره الداخلية، يمكنك قراءة مقالنا السابق: ايفون Air: هل خدعت آبل المستخدمين بشأن سُمكه القياسي؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *