مشاكل و حلول

إطالة عمر البطارية مع iOS 26

منذ إطلاق تحديث iOS 26، بدأ كثير من مستخدمي هواتف آيفون يلاحظون مشكلة مقلقة تتعلق بعمر البطارية. فبعد الحماس لتجربة الميزات الجديدة والواجهة الأكثر سلاسة، ظهرت شكاوى متكررة على المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي: “بطارية هاتفي تنفد بسرعة غير معتادة”، أو شحن الآيفون لا يكفي ليوم كامل كما كان سابقاً”. هذا الأمر يثير تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء استنزاف الطاقة، وهل يعود ذلك إلى عيوب تقنية في التحديث نفسه، أم إلى طريقة استخدام الهاتف بعد ترقية النظام؟

تحديث iOS 26: ميزات كثيرة… على حساب البطارية؟

كل إصدار جديد من نظام تشغيل آبل يأتي عادة بقدرات إضافية وذكاء اصطناعي أكثر تطوراً، لكن هذه التحسينات تحتاج إلى موارد أعلى. ومع iOS 26، اعتمدت آبل على تقنيات أكثر تطلباً من حيث الطاقة مثل:

  • تحسينات Apple Intelligence التي تعمل في الخلفية لفهم سلوك المستخدم واقتراحات أكثر ذكاءً.
  • نظام إدارة الصور والفيديوهات المتطور الذي يستهلك قدرة معالجة كبيرة.
  • تحديثات الأمان الفوري التي تعمل بشكل متواصل لحماية البيانات.
  • تفعيل المزامنة السحابية اللحظية مع iCloud.

كل هذه الميزات تمنح تجربة غنية، لكنها تُثقل كاهل البطارية وتجعل استهلاك الطاقة أعلى بكثير مما يتوقعه المستخدم.

لماذا يشعر البعض أن البطارية “تذوب” بسرعة؟

لفهم السبب، يجب التوقف عند مجموعة من العوامل المتداخلة:

1. إعادة فهرسة النظام بعد التحديث

بعد تثبيت iOS 26، يقوم النظام بعملية “إعادة فهرسة” ضخمة للصور، الفيديوهات، الملفات والبيانات، وهي عملية تستهلك معالج الهاتف بشكل مكثف لعدة ساعات أو حتى أيام. وخلال هذه الفترة، يصبح استهلاك البطارية أعلى من المعتاد.

2. استهلاك التطبيقات غير المحدثة

بعض التطبيقات لم يتم تحديثها بعد لتتلاءم مع متطلبات iOS 26، ما يؤدي إلى تعارض في استهلاك الطاقة. مثلاً تطبيقات التواصل الاجتماعي أو الألعاب الثقيلة قد تظل تعمل في الخلفية بشكل غير مضبوط، وتستنزف البطارية بسرعة.

هذا المقال قد يهمك أيضا: اضغط لفتحه
حل مشكلة عدم ظهور خدمة الدفع Apple Pay على الآيفون X

3. مزايا الذكاء الاصطناعي الجديدة

مع تفعيل ميزات مثل الاقتراحات الذكية، الردود التلقائية، وتحليل النصوص الصوتية، فإن النظام يستهلك وحدة المعالجة العصبية (Neural Engine) باستمرار، وهو ما يزيد الضغط على البطارية.

4. حرارة الجهاز

أبلغ كثير من المستخدمين أن أجهزتهم ترتفع حرارتها بشكل ملحوظ بعد التحديث، خصوصاً أثناء تشغيل الفيديوهات عالية الدقة أو الألعاب. ارتفاع الحرارة يعني استنزافاً أسرع للطاقة، إضافة إلى إضعاف فعالية البطارية على المدى الطويل.

5. خلل محتمل في إدارة الطاقة

رغم أن آبل لم تعترف بوجود “خطأ رسمي”، إلا أن التجارب تشير إلى أن بعض النسخ الأولية من iOS 26 تعاني من خلل في خوارزميات إدارة الطاقة، وهو ما قد يجري إصلاحه عبر تحديث فرعي (iOS 26.1 أو iOS 26.2).

كيف ينعكس هذا على تجربة المستخدم اليومية؟

تخيل أنك تستخدم آيفونك بالطريقة المعتادة: تصفح الإنترنت، متابعة الرسائل، تشغيل بعض مقاطع الفيديو، وربما جلسة قصيرة من اللعب. في السابق، كانت البطارية تكفيك من الصباح حتى المساء. لكن مع iOS 26، قد تجد نفسك مضطراً لإعادة شحن الجهاز مرتين في اليوم.

هذا التغيير المفاجئ يزعج المستخدمين الذين اعتادوا على كفاءة بطارية آبل، خصوصاً أن بعضهم اشترى هواتف جديدة مثل iPhone 17 Pro أو iPhone 17 Air، وكان يتوقع أداءً أفضل لا أسوأ.

هل البطارية نفسها هي المشكلة؟

قد يتبادر إلى الذهن أن السبب هو تراجع صحة البطارية (Battery Health)، لكن الواقع مختلف. حتى الأجهزة الجديدة بنسبة صحة 100% تعاني من المشكلة. وهذا يؤكد أن السبب الجوهري ليس البطارية نفسها، بل طريقة استهلاك النظام للطاقة.

نصائح لتقليل استنزاف البطارية على iOS 26

حتى تصدر آبل تحديثاً يحل المشكلة، يمكن للمستخدمين اتباع بعض الخطوات العملية:

هذا المقال قد يهمك أيضا: اضغط لفتحه
حل مشكلة عدم ظهور اسم المتصل في الآيفون عند البعض

1. تحديث التطبيقات

الحرص على تحديث جميع التطبيقات من متجر App Store، لأن الإصدارات الأحدث تكون غالباً متوافقة مع iOS 26 وتستهلك طاقة أقل.

2. تعطيل المزايا غير الضرورية

  • إيقاف ميزة تحديث التطبيقات في الخلفية للتطبيقات التي لا تحتاجها.
  • تعطيل خدمات الموقع للتطبيقات غير الأساسية.
  • تقليل استخدام الويدجتس التفاعلية على الشاشة الرئيسية.

3. تفعيل وضع الطاقة المنخفضة

هذه الخطوة تقلل من نشاط الخلفية وتحد من استهلاك المعالج، مما يمنحك ساعات إضافية من عمر البطارية.

4. إدارة الإشعارات

الإشعارات المستمرة تعني تشغيل الشاشة والمعالج بشكل متكرر. من الأفضل تقليلها إلى الحد الأدنى.

5. مراقبة استهلاك البطارية

يمكن الدخول إلى الإعدادات > البطارية لمعرفة التطبيقات الأكثر استهلاكاً للطاقة. قد تكتشف أن تطبيقاً غير متوقع يستهلك قدراً كبيراً، ما يساعدك على ضبط استخدامك.

6. إعادة تشغيل الهاتف بانتظام

إعادة التشغيل البسيطة تساعد أحياناً في تصحيح استهلاك الطاقة وإيقاف المهام العالقة.

هاتف ايفون ببطارية حمراء

هل ستصلح آبل المشكلة قريباً؟

من المعروف أن آبل تطرح تحديثات تصحيحية سريعاً بعد ظهور مشكلات واسعة النطاق. وبالنظر إلى حجم شكاوى المستخدمين حول البطارية، من المرجح أن نرى تحسينات في iOS 26.1 أو التحديثات التالية.

كما أن الشركة عادة ما تقدم ملاحظات رسمية عبر موقع الدعم الخاص بها، تنصح خلالها المستخدمين بالانتظار بضع أيام بعد التحديث حتى يكتمل “التأقلم” بين النظام والجهاز.

نظرة أبعد: معضلة البطارية والتقنيات الحديثة

المشكلة تكشف عن معضلة أوسع: إلى أي حد يمكن للتقنيات الحديثة أن تتطور دون التضحية بعمر البطارية؟ فكلما زادت قدرات الذكاء الاصطناعي، زاد معها استهلاك المعالجة والطاقة. وهذا يفتح الباب لنقاش مستمر حول الحاجة إلى تطوير بطاريات أكثر كفاءة أو ابتكار تقنيات جديدة لإدارة الطاقة.

هذا المقال قد يهمك أيضا: اضغط لفتحه
لوحة مفاتيح الآيفون مفقودة؟ إليك بعض الحلول المقترحة لإسترجاعها

الخلاصة

تحديث iOS 26 جاء محمّلاً بميزات متطورة وذكاء اصطناعي أقوى، لكنه حمل معه تحدياً مزعجاً: استنزاف البطارية بسرعة أكبر. السبب يعود إلى عوامل متشابكة مثل إعادة الفهرسة، التطبيقات غير المتوافقة، وميزات تعمل في الخلفية باستمرار.

ومع أن الأمر مزعج للمستخدمين، إلا أن الحلول المؤقتة موجودة: من تحديث التطبيقات، إلى تفعيل وضع الطاقة المنخفضة، وإدارة الإشعارات. وفي النهاية، يُتوقع أن تُطلق آبل تحديثاً فرعياً يحسّن استهلاك الطاقة ويعيد التوازن.

لكن حتى ذلك الحين، يبقى السؤال مفتوحاً: هل سيظل المستخدمون مستعدين لدفع ثمن “البطارية الذائبة” مقابل الحصول على أحدث الميزات؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *