الأجهزة والمقارنات

آبل تحقق نجاحاً كبيراً: مبيعات ايفون 17 تنطلق بقوة في الصين والولايات المتحدة

منذ إطلاق سلسلة ايفون 17، بدا واضحاً أن شركة آبل تسير بخطى ثابتة نحو موسم ناجح. فالمبيعات الأولى في الصين والولايات المتحدة تجاوزت التوقعات، لتؤكد أن الثقة في هواتف آبل ما زالت قوية رغم المنافسة الشرسة من الشركات الصينية. هذه البداية القوية أعادت الأمل للشركة بعد فترة من التراجع الطفيف في مبيعات الجيل السابق، خصوصاً في السوق الآسيوية التي أصبحت أكثر تنافسية من أي وقت مضى.

بداية قوية في الأسواق العالمية

في الأيام الأولى بعد الإطلاق، شهدت متاجر آبل في بكين وشنغهاي ونيويورك ولوس أنجلوس طوابير طويلة من المستخدمين الذين أرادوا الحصول على الجهاز الجديد. ورغم ارتفاع الأسعار نسبياً، فإن الطلب فاق العرض في بعض النماذج مثل ايفون 17 برو ماكس، ما أجبر الشركة على تمديد فترات التسليم عبر الطلبات المسبقة.

وفقاً لتقارير السوق الصينية، سجل ايفون 17 مبيعات تفوق بنسبة 25٪ ما حققه ايفون 16 في الأسبوع الأول من طرحه. هذه القفزة لا تأتي من فراغ، بل نتيجة مزيج من التصميم الجديد، وتحديثات الكاميرا، وتحسينات الأداء التي جعلت المستخدمين يشعرون بفارق حقيقي.

الصين… السوق الأصعب والأهم

السوق الصينية تُعد من أكثر الأسواق حساسية بالنسبة لآبل. خلال العام الماضي، واجهت الشركة تراجعاً في الطلب بسبب المنافسة من علامات مثل هواوي وشاومي وفيفو. لكن يبدو أن ايفون 17 استطاع كسر هذا الاتجاه.

التحليل الأولي يشير إلى أن نجاح الجهاز في الصين يعود إلى ثلاثة عوامل رئيسية:

  1. تحسين تجربة الكاميرا – إذ ركزت آبل على تطوير قدرات التصوير في الإضاءة المنخفضة وتقديم زوم بصري أكثر سلاسة.
  2. إدخال معالج جديد أكثر كفاءة – مما جعل الهاتف أسرع بنسبة 20٪ مع تقليل استهلاك الطاقة.
  3. دعم شبكات الاتصال المتقدمة في الصين – حيث أضافت الشركة تحسينات متعلقة بالتوافق مع بنية الجيل الخامس المحلية.
هذا المقال قد يهمك أيضا: اضغط لفتحه
سعر آيفون 14 ينهار: هل حان الوقت المثالي للشراء بأقل من 290 يورو؟

هذه الخطوات جعلت المستخدم الصيني يشعر أن الهاتف مصمم فعلاً ليناسب احتياجاته، لا مجرد نسخة عالمية مع ترجمة.

في الولايات المتحدة… ولاء لا يتغير

أما في الولايات المتحدة، فالمشهد مختلف قليلاً. المستخدم الأمريكي معروف بولائه لعلامة آبل، لكن المثير أن المبيعات هذه المرة لم تقتصر على المستخدمين القدامى، بل شملت شريحة جديدة من المستخدمين الذين انتقلوا من هواتف أندرويد.

السبب؟ يبدو أن الذكاء الاصطناعي المدمج في iOS 18 كان عاملاً حاسماً. كثير من المستخدمين أعجبوا بقدرة الهاتف على تلخيص الرسائل، واقتراح الردود، وتنظيم الصور تلقائياً، وهي وظائف باتت أساسية في الحياة اليومية.

كما أن الإصدار الجديد من نظام آبل إنتليجنس أثبت فعاليته دون التضحية بالخصوصية، وهي نقطة قوة واضحة مقارنة ببعض المنافسين الذين يعتمدون على معالجة البيانات في السحابة.

التصميم الجديد جذب الأنظار

واحدة من أبرز نقاط الجذب في ايفون 17 هي لغة التصميم الجديدة. فقد اعتمدت آبل على حواف أكثر انسيابية وهيكل من التيتانيوم الأخف وزناً. هذا التغيير جعل الهاتف أكثر راحة في اليد، مع الحفاظ على الصلابة المعهودة.

النسخة آيفون 17 إير تحديداً، والتي تُعد الأخف وزناً في تاريخ السلسلة، حظيت بإقبال كبير من المستخدمين الذين يبحثون عن أداء عالٍ دون وزن ثقيل.

التوازن بين الأداء والبطارية

من أبرز التحسينات أيضاً إدارة الطاقة. فالمستخدمون لاحظوا تحسناً ملموساً في عمر البطارية مقارنة بالجيل السابق. ويبدو أن المعالج الجديد A19 Pro لعب دوراً كبيراً في ذلك، إذ يستهلك طاقة أقل مع الحفاظ على سرعة معالجة عالية.

كما ساعد نظام الشحن السريع المحسن في جعل التجربة اليومية أكثر راحة. بات بالإمكان شحن الهاتف من 0 إلى 50٪ خلال أقل من 20 دقيقة باستخدام الشاحن المعتمد من آبل.

هذا المقال قد يهمك أيضا: اضغط لفتحه
آيفون Air مقابل آيفون 17 برو: المقارنة الكاملة وأيهما يستحق الشراء؟

الكاميرا… تطور واضح

الحديث عن ايفون 17 لا يكتمل دون التطرق إلى الكاميرا. آبل لم تغيّر الأرقام كثيراً، لكنها أعادت بناء تجربة التصوير بالكامل.
الكاميرا الرئيسية الآن تقدم تفاصيل أدق بفضل مستشعر أكبر وتقنية دمج الصور الذكية، بينما أصبح تصوير الفيديو أكثر سلاسة بفضل تثبيت بصري محسّن.

الكثير من المستخدمين وصفوا تجربة التصوير بأنها “طبيعية أكثر”، مع ألوان أقل تشبعاً وواقعية أقرب لما تراه العين. هذه النقطة تحديداً جعلت المصورين المحترفين يفضلونه على بعض الهواتف المنافسة.

تفاعل المستخدمين على الإنترنت

منذ الأيام الأولى، امتلأت شبكات التواصل الاجتماعي بمقاطع وتجارب حية لهاتف ايفون 17. مستخدمو تيك توك ويوتيوب أبدوا إعجابهم بتفاصيل مثل التحكم في درجة حرارة الشاشة تلقائياً، وتحسينات الصوت المكاني عند استخدام السماعات.

حتى النقاد التقنيين الذين عادة ما ينتقدون آبل، وصفوا هذا الجيل بأنه “الأكثر نضجاً منذ سنوات”.

التحدي القادم: الحفاظ على الزخم

نجاح البداية لا يعني بالضرورة استمرار النمو. فالسوق الصينية بالذات متقلبة، وتنافسها يشتد بسرعة. آبل تعرف ذلك جيداً، لذلك تعمل على توسيع الإنتاج المحلي لتقليل التكاليف، وتحسين خدمات ما بعد البيع لجذب الزبائن.

لكن الشركة تواجه تحدياً آخر: المنافسة في الأسعار. فبينما يزداد عدد الهواتف الصينية التي تقدم أداءً ممتازاً بسعر أقل، تراهن آبل على تجربة الاستخدام الكاملة، وليس فقط العتاد.

الرهان هنا هو أن المستخدم مستعد لدفع أكثر مقابل منتج متكامل وآمن ومستقر. إلى الآن، يبدو أن هذا الرهان ناجح.

هل يستمر النجاح؟

التقديرات الأولية تشير إلى أن مبيعات ايفون 17 خلال الربع الأخير من 2025 قد تتجاوز 90 مليون وحدة، وهو رقم كبير حتى بمعايير آبل.
لكن النجاح لا يُقاس فقط بالأرقام، بل أيضاً بمدى قدرة الشركة على الحفاظ على رضا المستخدمين، خصوصاً في الأسواق النامية.

هذا المقال قد يهمك أيضا: اضغط لفتحه
ما لم تقله آبل عند إطلاق ايفون 17

من جهة أخرى، تستعد آبل للمرحلة التالية من التطور: الآيفون القابل للطي. وتشير التسريبات إلى أن الشركة تختبر نماذج أولية قد ترى النور خلال عام 2026.

إذا تحقق ذلك، فسيكون ايفون 17 آخر جيل بتصميم تقليدي بالكامل، وربما البداية لمرحلة جديدة من الهواتف الذكية.

الخلاصة

نجاح ايفون 17 في الصين والولايات المتحدة لم يكن صدفة. بل نتيجة عمل متقن من آبل في التصميم، الأداء، وتجربة المستخدم. هذا الجيل أعاد الثقة لعلامة آبل في أسواق صعبة، وأثبت أن الابتكار لا يعني بالضرورة المغامرة، بل التحسين الذكي لما هو موجود.

يبقى السؤال الآن: هل تستطيع آبل الحفاظ على هذا الزخم في ظل اشتداد المنافسة من الشركات الصينية؟ الأشهر القادمة ستكشف الكثير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *