أخبار

آبل تتخلى نهائيًا عن هذه الإصدارات الشهيرة من آيفون: نهاية عهد أجهزة خالدة

في خطوة لم تكن مفاجئة تمامًا ولكنها حملت الكثير من الحنين لمستخدميها، آبل تتخلى نهائيًا عن الإصدارات الشهيرة من آيفون التي لعبت دورًا محوريًا في تاريخ الهواتف الذكية. هذه الإصدارات التي كانت يومًا ما في طليعة التكنولوجيا أصبحت الآن خارج دائرة التحديثات والصيانة، ما يعني نهاية رسمية لعمرها التقني. فما هي هذه الإصدارات؟ ولماذا اتخذت آبل هذا القرار؟ وما هو مصير مستخدمي هذه الأجهزة؟ كل هذا نناقشه بالتفصيل في هذا المقال.

ما المقصود بتخلي آبل عن جهاز آيفون؟

عندما تعلن آبل عن أن جهاز آيفون ما أصبح “قديمًا” أو “عتيقًا”، فإن ذلك يحمل دلالة تقنية وقانونية محددة. الجهاز العتيق هو الجهاز الذي مر على توقف إنتاجه أكثر من خمس سنوات وأقل من سبع. أما إذا مر أكثر من سبع سنوات على توقّف الإنتاج، يُصنّف الجهاز على أنه “قديم جدًا” (Obsolete)، وهو ما يعني أن آبل لم تعد تقدم له دعمًا فنيًا، ولا حتى خدمات إصلاح في متاجرها أو لدى مزودي الخدمة المعتمدين.

الأجهزة التي توقفت آبل عن دعمها نهائيًا

في تحديثها الأخير لقائمة الأجهزة “القديمة جدًا”، أضافت آبل مجموعة من طرازات آيفون الشهيرة، أبرزها:

  • آيفون 6 بلس (iPhone 6 Plus): الذي أُطلق في عام 2014 وكان من أوائل الأجهزة التي جاءت بشاشة كبيرة بقياس 5.5 إنش، وهو ما مثّل نقلة نوعية في فلسفة تصميم آبل حينها.
  • آيفون 5s: بالرغم من أنه أُدرج في القائمة منذ فترة، إلا أن إعلان آبل الأخير أكد نهاية أي إمكانية للدعم أو الإصلاح، خاصة أنه أول جهاز حمل ميزة البصمة (Touch ID).
  • آيفون SE الجيل الأول: الذي جمع بين تصميم آيفون 5s ومعالج آيفون 6s وكان محببًا للعديد من المستخدمين الذين يفضلون الهواتف الصغيرة.
هذا المقال قد يهمك أيضا: اضغط لفتحه
آبل تطور تقنية جديدة لتسهيل المراسلة النصية أثناء المشي
آيفون 6 بلس ابيض

لماذا تتخلى آبل عن هذه الأجهزة؟

هناك عدة أسباب تقف وراء قرار آبل بالتخلي عن هذه الأجهزة:

  1. الحد من التكاليف التشغيلية: دعم الأجهزة القديمة يتطلب تخصيص موارد تقنية ولوجستية للحفاظ على التوافق مع التحديثات البرمجية وتوفير قطع الغيار.
  2. دفع المستخدمين نحو الترقية: من خلال تقليل دعم الأجهزة القديمة، تشجّع آبل المستخدمين على شراء الطرز الأحدث، ما يعزز مبيعاتها.
  3. تطور النظام والتقنيات: بعض المزايا الجديدة التي تطورها آبل في iOS لا تكون متوافقة مع العتاد القديم، ما يجعل دعمها غير عملي.

ماذا يعني هذا لمستخدمي هذه الأجهزة؟

إذا كنت لا تزال تستخدم أحد هذه الإصدارات القديمة، فهناك مجموعة من التأثيرات المباشرة التي قد تواجهك:

  • توقف التحديثات الأمنية: وهو ما يجعل الجهاز عرضة للمخاطر الأمنية والثغرات.
  • عدم التوافق مع التطبيقات الجديدة: الكثير من التطبيقات، خاصة الشهيرة منها، تتطلب الآن إصدارات أحدث من نظام iOS.
  • صعوبة في الحصول على قطع غيار: حتى في مراكز الصيانة غير الرسمية، ستقل قطع الغيار المتوفرة لهذه الأجهزة.
  • ضعف أداء البطارية والمعالج: مع مرور الوقت، يصبح الجهاز بطيئًا وأقل كفاءة.

هل هناك بدائل للمستخدمين المتأثرين؟

بالتأكيد. إذا كنت لا تزال تستخدم جهازًا مثل آيفون 6 بلس أو SE الجيل الأول، فربما حان الوقت للترقية. لكن هذا لا يعني بالضرورة شراء أحدث طراز مثل آيفون 15 برو ماكس، بل يمكن الترقية إلى أجهزة أحدث نسبيًا لا تزال مدعومة وبأسعار مقبولة، مثل:

  • آيفون XR أو آيفون 11: لا تزال مدعومة من قبل آبل وتحمل ميزات ممتازة مقابل سعرها.
  • آيفون SE الجيل الثالث: يحتفظ بتصميم كلاسيكي مشابه للقديمة، لكنه يحتوي على أحدث معالج من آبل.
  • شراء أجهزة مجددة (Refurbished) من آبل نفسها، والتي تأتي مع ضمان وتكلفة أقل.
هذا المقال قد يهمك أيضا: اضغط لفتحه
مقارنة بين اداء ايفون 5 اس ، ايفون 6 و الايفون 6 بلس

تأثير القرار على سوق الهواتف المستعملة

قرار آبل سيكون له تأثير مباشر على سوق الهواتف المستعملة. من المتوقع أن:

  • تنخفض أسعار الأجهزة التي أصبحت قديمة بشكل كبير نظرًا لانعدام الدعم الرسمي.
  • يقل الطلب على هذه الأجهزة، باستثناء بعض المستخدمين الذين يفضلونها لهدف معين مثل الاحتفاظ بها كنسخة احتياطية أو استخدام ثانوي.
  • زيادة الإقبال على الأجهزة القريبة من خط التوقف (مثل آيفون 7 أو 8) في محاولة للحصول على جهاز ما زال صالحًا لفترة قصيرة.

رأي المستخدمين حول هذا القرار

انقسمت آراء المستخدمين بين مؤيد ومعارض:

  • البعض اعتبر القرار منطقيًا نظرًا لأن عمر الأجهزة تجاوز 7 سنوات، وهو عمر افتراضي طويل في عالم التكنولوجيا.
  • آخرون انتقدوا القرار واعتبروه جزءًا من سياسة الاستهلاك المفرط، حيث تدفع الشركات المستخدمين نحو الترقية القسرية رغم أن الأجهزة قد تكون لا تزال تعمل بشكل جيد.

دعم آبل طويل الأمد مقارنة بالمنافسين: هل يستمر أم يتقلص؟

عند مقارنة شركة آبل بمنافسيها في سوق الهواتف الذكية، مثل سامسونج وشاومي وهواوي وحتى الشركات الناشئة في هذا المجال، نجد أن آبل لا تزال تتفوق بوضوح في جانب بالغ الأهمية بالنسبة للمستخدمين وهو مدة الدعم البرمجي والتحديثات الأمنية. فمن المعروف أن آبل تقوم بتحديث نظام التشغيل iOS لكافة أجهزتها المؤهلة بشكل منتظم، وغالبًا ما يمتد هذا الدعم لفترة تتراوح ما بين خمس إلى سبع سنوات، وهو ما يُعد استثنائيًا في عالم الهواتف الذكية، خاصة في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها القطاع.

خذ على سبيل المثال هاتف آيفون 6 بلس، الذي أُطلق عام 2014، فقد استمر في تلقي التحديثات البرمجية حتى عام 2019، واستمر بعد ذلك في الحصول على تحديثات أمنية لفترة زمنية إضافية. هذا يعني أن الجهاز حصل على أكثر من خمس سنوات من الدعم الفعلي، وهو رقم يصعب أن تجده في هواتف أخرى خارج نظام iOS. على النقيض، نجد أن الكثير من هواتف أندرويد، حتى من الفئة العليا، تتلقى التحديثات لمدة لا تتجاوز ثلاث سنوات في أفضل الأحوال، وأحيانًا أقل من ذلك بكثير في هواتف الفئة المتوسطة أو الاقتصادية.

هذا المقال قد يهمك أيضا: اضغط لفتحه
أكثر ايفون مبيعًا في مايو 2025… وسعره ينهار مجددًا!

الأمر لا يقتصر فقط على تحديث النظام، بل يشمل أيضًا دعم خدمة العملاء، توفر قطع الغيار، الصيانة الرسمية، وإصلاح الأعطال البرمجية. ففي حين تتخلى بعض الشركات عن نماذجها القديمة بعد فترة وجيزة، تواصل آبل توفير خدمات ما بعد البيع بشكل احترافي وموثوق لفترات طويلة نسبيًا.

ومع ذلك، فإن هذا الواقع قد يكون قابلًا للتغير. فمع تسارع الابتكار في مجال المعالجات، والكاميرات، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، والمكونات المعقدة، قد تجد آبل نفسها في المستقبل أمام معادلة صعبة: إما الحفاظ على دعم طويل الأمد كما هو معهود، وهو ما يستهلك موارد هائلة من فرق البرمجة والتطوير، أو الاتجاه نحو تقليص تدريجي لفترات الدعم بحيث تركز على الأجهزة الأحدث فقط لضمان الاستفادة القصوى من قدراتها التقنية.

كما أن إدخال ميزات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي المحلي، وتعلم الآلة على الجهاز، ومتطلبات المعالجة الرسومية العالية، قد تجعل من الصعب تشغيل نظام التشغيل الأحدث على الأجهزة القديمة. مما يعني أن الدعم الطويل قد يصبح غير عملي تقنيًا وليس فقط غير مجدٍ تجاريًا.

وفي الوقت نفسه، هناك ضغوط من بعض الحكومات والمنظمات الداعية لحماية البيئة والحد من النفايات الإلكترونية، تدفع باتجاه التمديد الإجباري لفترات الدعم والإصلاح كجزء من ما يُعرف بـ”حق المستخدم في الإصلاح”. وهذا قد يشكل عامل توازن يُرغم الشركات، بما فيها آبل، على التراجع عن أي نية لتقليص الدعم مستقبلاً.

خلاصة: نهاية رمزية وبداية جديدة

بينما نشهد نهاية رسمية لعدد من أجهزة آيفون التي حملت ذكريات وابتكارات لا تُنسى، فإن هذا التحول يعكس أيضًا التقدم المستمر في عالم التكنولوجيا. قد يكون من المحزن توديع جهاز كنت تستخدمه لسنوات، لكن هذا أيضًا تذكير بأن عجلة التطور لا تتوقف، وأن ما كان يومًا قمة الابتكار قد يصبح اليوم من الماضي. ومع كل نهاية، تبدأ رحلة جديدة نحو مستقبل أكثر ذكاءً واتصالًا وسرعة.

هذا المقال قد يهمك أيضا: اضغط لفتحه
تطبيق Cardiograph لمراقبة نبضات القلب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *