iPhone Air يسجل أكبر هبوط في قيمة إعادة البيع بين هواتف أبل

منذ أن أعلنت أبل عن هاتف iPhone Air، كان واضحًا أنه يستهدف فئة تبحث عن جهاز خفيف وبسعر أقل من نسخ برو. لكن خلال الأشهر الأخيرة، ظهرت بيانات صادمة في سوق الهواتف المستعملة. التقارير تشير إلى أن آيفون إير هو أسرع هواتف أبل انخفاضًا في قيمة إعادة البيع. وهذا أمر غير معتاد في سلسلة هواتف الشركة، التي تحافظ دائمًا على سعر أعلى من منافسيها حتى بعد عام أو عامين من الاستخدام.

هذا التراجع فتح الباب أمام أسئلة كثيرة. هل المشكلة في الهاتف نفسه؟ أم أن السوق تغيّر؟ أم أن أبل أعطت الأولوية لهواتف أخرى، وتركت آيفون إير دون تحسين يجعله ثابتًا في السعر؟ في هذا المقال نشرح الصورة كاملة بطريقة بسيطة وواضحة.

لماذا تراجع سعر iPhone Air بهذه السرعة؟

التقارير من متاجر الهواتف المستعملة ومنصّات البيع تؤكد أن سعر آيفون إير ينخفض بنسبة أكبر مقارنة بآيفون 16 وآيفون 17. ما يحدث له سببان رئيسيان:

1. وجود منافسة قوية داخل عائلة أبل نفسها

آيفون إير جاء قريبًا جدًا في السعر من النسخة الأساسية من آيفون 17. وهذا خلق مشكلة واضحة:
المشتري يفضّل النسخة الأساسية لأنها تقدم معالجًا أقوى وكاميرا أفضل ووقت دعم أطول.
وبعد أشهر من الاستخدام، بدأ الناس يبتعدون عن آيفون إير عند الشراء المستعمل، لأن الفرق بينه وبين النسخة الأعلى ليس كبيرًا.

2. اختلاف توقعات المستخدمين عن الواقع

عند الإعلان عن آيفون إير، ظنّ الكثيرون أنه سيكون “آيفون خفيف وسعره منخفض”.
لكن السعر لم يكن منخفضًا كما توقعوا، بينما المزايا لم تكن كافية لجعله منافسًا قويًا ضمن هواتف أبل.
ومع الوقت، أصبح الهاتف في منطقة غير واضحة: ليس اقتصاديًا، وليس رائدًا، وهذا جعله يفقد قيمته بشكل أسرع.

مقارنة iPhone Air مع هواتف أبل الأخرى في سوق المستعمل

هواتف أبل معروفة بأنها تحافظ على قيمتها. لكن آيفون إير خرج عن هذا السياق.

آيفون 17

يحافظ على سعره لأن الطلب عليه مرتفع، ولأن معالجه أقوى، ولأن أغلب المستخدمين يعتبرونه النسخة المناسبة للجميع.

آيفون 17 برو

يحافظ على أغلى قيمة إعادة بيع بفضل الكاميرا الاحترافية ومواد التصنيع.

آيفون 16 و16 برو

ما زالت أسعارها مستقرة لأنها تقدم قيمة جيدة للذين يبحثون عن هاتف قوي بسعر أقل من الأجيال الأحدث.

آيفون إير

يتراجع أسرع لأن المشتري يرى أن الفرق بينه وبين النسخ الأقوى لا يستحق السعر.

اقرأ أيضا آيفون 17 برو مقابل آيفون إير: رأي خبير تصوير بعد تجربة ميدانية

كيف أثّر هذا التراجع على سوق الهواتف؟

تأثير iPhone Air لم يكن صغيرًا. بل كان له دور واضح في تغيّر حركة السوق:

1. ارتفاع شراء النسخ الأساسية بدل إير

المستخدمون اتجهوا نحو آيفون 17 مباشرة دون التفكير في نسخة إير.
هذا جعل التجار يخفضون سعر إير من أجل بيعه بسرعة.

2. زيادة الإقبال على الهواتف المستعملة الأعلى قيمة

بدلًا من شراء آيفون إير جديد، البعض فضّل شراء آيفون 16 برو مستعمل
لأنه يقدم مزايا أفضل، ويحافظ على سعره في المستقبل.

3. انخفاض الطلب على iPhone Air جعل البائعين يسرعون في البيع

عندما يعرف المستخدم أن الهاتف ينخفض سعره بسرعة، فهو يحاول بيعه مبكرًا قبل أن يخسر أكثر.
هذا خلق موجة من العروض الكثيرة، ما أدى إلى مزيد من الانخفاض.

هل المشكلة من تصميم الهاتف؟

ليس تمامًا. الهاتف نفسه ليس سيئًا. وزنه خفيف، وشاشته جيدة، وأداؤه مناسب لمعظم الناس.
لكن ضعف الفكرة التسويقية كان واضحًا. ومن الأسباب التي أثرت سلبًا:

1. الفارق البسيط بين iPhone Air وبين آيفون 17

لو كان الفرق أكبر من حيث القوة أو المزايا، لكان له جمهور واضح.

2. عدم تميّزه في أي فئة واضحة

الهاتف ليس مخصصًا لمحبي الأداء
وليس مخصصًا للكاميرا
وليس منخفض التكلفة
في النهاية، وجد نفسه في وسط لا يناسبه.

3. توقيت إطلاقه

جاء في فترة تشهد تباطؤًا في السوق أصلًا.
ومع انتظار كثيرين لآيفون الجديد، كان من الطبيعي أن تهبط قيمته بسرعة.

رأي التجار وخبراء السوق

التجار يقولون إن آيفون إير “هاتف جيد، لكن ليس سهل البيع”.
وخبراء السوق يرون أنه أول هاتف من أبل منذ سنوات يفقد مكانه بسرعة.

الأمر لا يتعلق بعيب في الجهاز، بل بطريقة وضعه داخل سلسلة أبل.
فلو كان أرخص بقليل، أو لو حمل ميزة مختلفة، لكان وضعه أفضل بكثير.

كيف يتصرف المستخدم الآن؟

إذا كان الشخص يريد هاتفًا جديدًا من أبل بسعر مناسب، أمامه ثلاث خيارات أفضل من آيفون إير:

1. شراء آيفون 17

لأنه يقدم قيمة أفضل.
الكثير يفضّل دفع مبلغ بسيط إضافي مقابل مواصفات أقوى.

2. شراء آيفون 16 برو مستعمل

الاختيار المفضل لعشاق التصوير.
سعره قريب من آيفون إير لكن قدراته أعلى بكثير.

3. انتظار الجيل القادم

بعض المستخدمين يرى أن السوق مضطرب، ويفضّل الانتظار.

أما بالنسبة لمن يملك آيفون إير الآن، فالنصيحة هي الاحتفاظ به لأطول فترة،
لأن بيعه الآن يعني خسارة كبيرة.

هل تستعيد أبل قيمة iPhone Air في الجيل القادم؟

قد يحدث ذلك إذا قامت أبل بالآتي:

• تخفيض السعر لجعله خيارًا اقتصاديًا حقيقيًا
• إضافة ميزة واضحة تميّزه عن النسخة الأساسية
• تحسين البطارية والكاميرا لجذب المستخدمين الذين يريدون جهازًا خفيفًا لكن قويًا
• توضيح الفئة التي يستهدفها الهاتف

إذا فعلت أبل ذلك، يمكن لنسخة “إير” أن تصبح جزءًا ثابتًا من عائلة الهواتف،
بدلًا من أن تكون نسخة انتقالية لا تحافظ على سعرها.

خلاصة

آيفون إير قدّم فكرة جيدة على الورق، لكنه واجه سوقًا أكثر صعوبة مما توقعت أبل.
انخفاض قيمته السريع ليس بسبب مشكلة في التصنيع، بل لأن مكانه داخل سلسلة الهواتف لم يكن واضحًا.
وفي سوق يعتمد على الفرق بين الفئات، لم يجد إير نقطة يمكناليوم، يعتبر الهاتف الأقل استقرارًا في إعادة البيع بين أجهزة أبل.
وهذا درس واضح للشركة:
المستخدم لا يريد نسخة “خفيفة”، بل يريد هاتفًا يقدم قيمة واضحة ومحددة.