دروس و شروحات

Apple Intelligence: ما هي أجهزة آيفون التي تدعم الذكاء الاصطناعي من آبل؟

يشغل Apple Intelligence عقول مستخدمي آيفون منذ الإعلان عنه رسميًا، لأنه لا يشبه أي ميزة سابقة قدمتها الشركة. فهو لا يقتصر على الأوامر الصوتية أو الملصقات الذكية، بل يمثل تحولًا جذريًا في طريقة استخدام الهاتف. ومع ذلك، لم يحصل عليه كل من يملك آيفون، وهو ما أثار تساؤلات كثيرة: لماذا اقتصر الذكاء الاصطناعي من آبل على أجهزة معينة فقط؟ وما هي هذه الأجهزة بالتحديد؟ في هذا المقال، نستعرض الإجابة الكاملة بلغة بسيطة وواضحة.

ما هو Apple Intelligence ؟

الذكاء الاصطناعي من آبل هو منظومة من الأدوات والوظائف الذكية التي أدمجتها الشركة داخل نظام iOS 18. يهدف هذا النظام إلى جعل آيفون أكثر وعيًا بسياق الاستخدام، وأكثر قدرة على فهم اللغة الطبيعية، وتحليل الصور، والمساعدة في الكتابة، وإنجاز المهام اليومية بشكل ذكي وسلس.

بدل أن يعتمد المستخدم على تطبيقات خارجية أو خدمات منفصلة، أصبح آيفون نفسه يقدّم هذه القدرات داخليًا، مثل تلخيص الرسائل، وصياغة البريد الإلكتروني بطريقة احترافية، وتحرير الصور بالكلمات فقط، والبحث الذكي داخل الجهاز من خلال الفهم المعنوي للمحتوى.

الأجهزة المتوافقة مع Apple Intelligence

وفقًا لما أعلنته الشركة رسميًا، فإن ميزة الذكاء الاصطناعي من آبل لا تعمل إلا على الأجهزة المزودة بشريحة A17 Pro أو ما يعادلها من معالجات Apple Silicon في أجهزة ماك وآيباد.
وبالتالي، فالقائمة الحالية تشمل:

  • آيفون 15 برو
  • آيفون 15 برو ماكس

ومن المنتظر أن تنضم أجهزة آيفون 16 وآيفون 16 برو تلقائيًا إلى هذه القائمة عند إصدارها، لأنها ستحتوي على شرائح أحدث قادرة على تشغيل هذه التقنيات بكفاءة عالية.

لماذا لا تشمل الميزة الإصدارات الأقدم من آيفون؟

الكثير من المستخدمين تساءلوا عن سبب استبعاد أجهزة مثل آيفون 14 أو 13 أو حتى 12، رغم أنها ما زالت قوية وسريعة. السبب الرئيسي هو أن الذكاء الاصطناعي من آبل يعتمد على معالجة محلية متقدمة للغة والصور والفيديو، وهي عمليات تتطلب قوة حسابية ضخمة، خصوصًا من وحدة المعالجة العصبية (Neural Engine).

هذا المقال قد يهمك أيضا: اضغط لفتحه
شرح طريقة حذف مجموعة صور من مكتبة الصور في الايكلاود

شريحة A17 Pro تمتلك وحدة عصبية مطورة قادرة على تنفيذ ما يصل إلى 35 تريليون عملية في الثانية، وهي أرقام لا يمكن تحقيقها على الشرائح القديمة.
آبل اختارت أن تضمن الأداء المثالي والتجربة السلسة بدل أن تقدّم ميزة محدودة أو بطيئة على الأجهزة القديمة.

بعبارة بسيطة: الأمر ليس تمييزًا مقصودًا، بل قرار تقني بحت يعتمد على قدرات المعالج وكمية الذاكرة المتوفرة.

ما الذي يميز Apple Intelligence عن غيره؟

الذكاء الاصطناعي من آبل يختلف عن المنافسين في أنه يعمل محليًا على الجهاز، وليس في السحابة.
وهذا يعني أن خصوصية المستخدم تظل محفوظة بالكامل، فلا تُرسل البيانات إلى خوادم خارجية لتحليلها.
فعلى سبيل المثال، عندما تطلب من النظام تلخيص محادثة أو إعادة صياغة بريد إلكتروني، تتم كل العمليات داخل جهازك، مما يمنحك مستوى أمان عالٍ جدًا.

هذه المقاربة تتماشى مع فلسفة آبل القديمة في حماية الخصوصية، لكنها في المقابل تتطلب عتادًا قويًا جدًا لتشغيل النماذج الذكية مباشرة داخل الهاتف.

Apple Intelligence في هواتف ايفون

ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة في iOS 18

إليك أبرز ما يقدّمه الذكاء الاصطناعي من آبل على الأجهزة المتوافقة:

  1. تحسين الكتابة عبر جميع التطبيقات
    النظام يستطيع مراجعة النصوص، اقتراح أساليب تعبير أفضل، وتصحيح اللغة دون مغادرة التطبيق.
    سواء كنت تكتب رسالة في البريد أو منشورًا على الشبكات الاجتماعية، يمكنه جعل النص أكثر وضوحًا دون أن يغيّر المعنى.
  2. تلخيص الرسائل والإشعارات
    لم تعد مضطرًا لقراءة مئات الرسائل. يمكن لآيفون أن يقدم لك ملخصًا سريعًا لأهم النقاط في محادثاتك.
  3. بحث ذكي يعتمد على الفهم
    يمكنك أن تكتب مثلاً: “اعرض لي الصور التي التقطتها في باريس مع مروان” وسيتعرف النظام على الأشخاص والمكان والوقت ويعرض الصور المناسبة فورًا.
  4. المساعد الصوتي الجديد (سيري المتطور)
    أصبح سيري أكثر ذكاءً ومرونة، إذ يفهم سياق الحديث ويحتفظ بسياق الجمل السابقة.
    يمكنك أن تقول: “أرسل له الصورة التي التقطناها أمس”، وسيفهم سيري من المقصود بـ”له” دون الحاجة لتوضيح الاسم مجددًا.
  5. تحرير الصور بالكلمات
    يمكنك أن تطلب من النظام إزالة شخص من الصورة أو تحسين الإضاءة أو تعديل الخلفية. كل ذلك دون الحاجة لتطبيقات خارجية.
هذا المقال قد يهمك أيضا: اضغط لفتحه
زر الإجراءات في ايفون: ميزة ذكية تختصر الوقت وتجمع وظائف متعددة في ضغطة واحدة

مستقبل الميزة على الأجهزة القادمة

بحسب التسريبات، تخطط آبل لجعل الذكاء الاصطناعي من آبل جزءًا أساسيًا في جميع أجهزتها المستقبلية. سواء في الآيفون أو الآيباد أو الماك.
من المتوقع أن تتوسع الميزة لتشمل آيفون 16 وآيفون 16 برو في المرحلة القادمة. مع تحسين الأداء بفضل الجيل الجديد من الشرائح.

كما تشير بعض التقارير إلى أن الشركة تعمل على نسخة خفيفة من الميزة. قد تصل لاحقًا إلى أجهزة أقدم، لكن مع قدرات محدودة.
ورغم ذلك، لم تؤكد آبل رسميًا هذا الأمر بعد، مفضلة التركيز على التجربة المثالية بدل توسيع النطاق بسرعة.

كيف تعرف ما إذا كان جهازك يدعم Apple Intelligence ؟

يمكنك ببساطة التأكد من خلال إعدادات النظام بعد تحديثك إلى iOS 18، حيث ستجد خيار “الذكاء الاصطناعي من آبل” في قائمة الإعدادات إذا كان جهازك مؤهلاً.
أما إذا لم يظهر الخيار، فهذا يعني أن المعالج لا يدعم تشغيل الميزة بعد.

هل يستحق الترقية إلى آيفون 15 برو من أجل الذكاء الاصطناعي؟

يعتمد الجواب على استخدامك اليومي.
إذا كنت ممن يعتمدون على آيفون لإنجاز الأعمال، أو تكتب كثيرًا، أو تتعامل مع كم كبير من الرسائل والمحتوى، فالترقية ستكون مفيدة.
أما إذا كنت تستخدم الهاتف لأغراض بسيطة مثل التصفح والتصوير، فربما يمكنك الانتظار حتى الجيل القادم الذي سيحمل الميزة بشكل أكثر اكتمالًا واستقرارًا.

التوازن بين الخصوصية والذكاء

من النقاط التي جعلت الذكاء الاصطناعي من آبل محط اهتمام كبير هو تركيزه على الخصوصية.
في وقت أصبحت فيه معظم تقنيات الذكاء الاصطناعي تعتمد على الاتصال الدائم بالإنترنت وتحليل البيانات في السحابة. جاءت آبل لتقول: “يمكننا أن نجعل الهاتف ذكيًا دون أن نراقب المستخدم.”

هذا المقال قد يهمك أيضا: اضغط لفتحه
كيفية إضافة جهة اتصال مباشرة من لوحة المفاتيح في تطبيق الهاتف على iOS 18

هذا التوازن بين الذكاء والخصوصية هو ما يمنح ميزة آبل طابعها الفريد. فهي ليست مجرد ميزة تقنية، بل رؤية جديدة لكيفية تطوير الذكاء الاصطناعي بشكل يحترم المستخدم.

خلاصة

الذكاء الاصطناعي من آبل هو خطوة مهمة في طريق جعل الهاتف شريكًا حقيقيًا للمستخدم، يفهمه ويساعده دون المساس بخصوصيته.
لكن هذه التجربة تتطلب أجهزة قوية جدًا. ولهذا اقتصر الدعم حاليًا على آيفون 15 برو وآيفون 15 برو ماكس، مع خطط مستقبلية للتوسع.
من الطبيعي أن يشعر بعض المستخدمين بخيبة أمل. لكن الواقع أن آبل تحاول الموازنة بين الأداء، الأمان، وعمر البطارية لتقديم أفضل تجربة ممكنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *