هل يواجه ايفون 17 مشاكل في الواي فاي؟ تجارب المستخدمين تكشف الحقيقة

منذ إطلاق سلسلة ايفون 17 قبل أسابيع قليلة، استقبلها عشاق آبل بحماس شديد بفضل التصميم الأنيق والتقنيات الجديدة التي ترافقها كل عام. لكن كما هو معتاد مع أي إصدار جديد من هواتف آبل، بدأت بعض الأصوات في الظهور على المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي، لتكشف عن مشاكل غير متوقعة في الاتصال بشبكات الواي فاي. السؤال الذي يطرحه الكثيرون اليوم هو: هل هذه مجرد حالات فردية؟ أم أن الأمر يتجه ليكون عيباً منتشراً يستدعي تدخلاً من آبل؟
أولى الشكاوى تظهر على المنتديات
خلال الأيام الأولى من طرح الهاتف، نشر العديد من المستخدمين على منتديات تقنية شهيرة مثل Reddit وMacRumors Forums تدوينات يعبرون فيها عن صعوبة الاتصال بالواي فاي. بعضهم ذكر أن الهاتف لا يتصل بالشبكة المنزلية إلا بعد إعادة تشغيله عدة مرات، بينما أكد آخرون أن الاتصال ينقطع بشكل عشوائي خلال التصفح أو مشاهدة الفيديوهات.
أحد المستخدمين كتب: “كنت أشاهد فيلماً على نتفليكس عبر ايفون 17 برو ماكس، وفجأة توقف الاتصال بالإنترنت. حاولت إعادة تشغيل الراوتر لكن كل الأجهزة الأخرى كانت تعمل بشكل طبيعي، المشكلة كانت فقط في الايفون.”
مستخدم آخر أضاف: “شبكة الواي فاي في العمل لا تظهر أحياناً على الهاتف، بينما تظهر بشكل طبيعي على حاسوب ماك بوك.”
هذه الشهادات عززت المخاوف من أن الأمر لا يقتصر على حالات فردية، بل قد يكون مرتبطاً بخلل في النظام أو في العتاد.
التحليلات الأولى: هل السبب في iOS أم في العتاد؟
مع كل ظهور لمشكلة مشابهة، ينقسم المحللون والمستخدمون بين فرضيتين أساسيتين:
- خلل برمجي في iOS:
كثيرون يعتقدون أن المشكلة مرتبطة بالتحديث الأولي لنظام التشغيل الذي يأتي مع الهاتف. تاريخياً، واجهت آبل مواقف مشابهة في إصدارات سابقة، حيث ظهرت مشاكل في الاتصال بالشبكات اللاسلكية مع بعض التحديثات، ثم جرى حلها بسرعة عبر تحديث فرعي. - عيب في مكونات الواي فاي داخل الهاتف:
بعض التقارير غير المؤكدة أشارت إلى أن شريحة الاتصال اللاسلكي في ايفون 17 قد تكون وراء هذه المشاكل. ورغم أن هذا الاحتمال أقل شيوعاً، إلا أن مجرد تداوله يثير قلق المستخدمين، خاصة وأن إصلاحات العتاد عادةً ما تكون أكثر تعقيداً من مجرد تحديث برمجي.

ردود فعل المستخدمين على شبكات التواصل
من يتابع منصة X (تويتر سابقاً) سيجد وسمًا بدأ بالانتشار بعنوان: #iPhone17_WiFiIssue. مئات التغريدات تحدثت عن تجارب مشابهة، حيث قال أحدهم: “دفعت أكثر من 1200 دولار على هذا الهاتف، ولا أستطيع حتى استخدام الواي فاي بشكل مستقر!”
في المقابل، هناك أيضاً مستخدمون أكدوا أنهم لم يواجهوا أي مشكلة. أحدهم كتب: “استخدم ايفون 17 منذ أسبوعين، والواي فاي يعمل بشكل ممتاز. أعتقد أن هذه المشاكل تظهر فقط في ظروف محددة.”
هذا التباين في التجارب يفتح الباب أمام فرضية أن المشكلة قد تكون مرتبطة بنوع معين من أجهزة التوجيه (الراوتر) أو إعدادات محددة للشبكات.
التجارب المقارنة مع هواتف أخرى
عدد من المستخدمين أجروا تجارب مقارنة مثيرة للاهتمام. أحدهم أوضح أنه قام بتوصيل ايفون 17 برو وايفون 15 برو بنفس شبكة الواي فاي المنزلية. النتيجة: الهاتف الأقدم حافظ على اتصال مستقر، بينما الجهاز الجديد فقد الاتصال مرتين خلال نصف ساعة من الاستخدام.
مثل هذه المقارنات تعزز الاعتقاد بأن الأمر مرتبط بشكل خاص بجيل ايفون 17، لا بمشاكل عامة في الشبكات.
آبل في مواجهة الانتقادات
حتى الآن، لم تصدر آبل بياناً رسمياً بخصوص هذه المشكلة. لكن تاريخ الشركة يخبرنا أنها عادةً ما تراقب ردود الفعل عبر المنتديات والتقارير الصحفية، قبل أن تطلق تحديثاً صغيراً لنظام iOS يحل الخلل.
في حالات سابقة، مثل مشكلة فقدان الشبكة في ايفون 12 أو ضعف الإشارة في ايفون 4، تدخلت آبل إما عبر تحديثات أو بتقديم حلول عملية. لذلك يتوقع خبراء أن نشهد قريباً إصدار تحديث فرعي لنظام iOS 17.1.x لمعالجة هذه المشكلة إن ثبت انتشارها.
ما الذي يمكن للمستخدم فعله الآن؟
في انتظار تدخل رسمي من آبل، بدأ المستخدمون بتجريب حلول مؤقتة، ومن أبرز ما يجري تداوله على المنتديات:
- إعادة تعيين إعدادات الشبكة من خلال الإعدادات.
- إيقاف خاصية Wi-Fi Assist التي قد تسبب انقطاعاً متكرراً.
- تجربة الاتصال بتردد 2.4GHz بدلاً من 5GHz.
- تحديث الراوتر أو إعادة تشغيله.
ورغم أن هذه الخطوات ساعدت بعض المستخدمين، إلا أنها ليست حلاً مضموناً للجميع.
الأبعاد التجارية والنفسية للمشكلة
من الناحية التجارية، قد تمثل هذه الأخبار تحدياً حقيقياً لآبل، خاصة وأنها تأتي في فترة حساسة للغاية حيث تراهن الشركة عادةً على المبيعات القوية في الأسابيع الأولى من طرح هواتف ايفون الجديدة لتعزيز أرباحها الفصلية وإرضاء المستثمرين في وول ستريت. أي حديث عن خلل تقني – حتى لو كان محدود الانتشار – قد يؤثر سلباً على ثقة بعض العملاء ويدفعهم إلى تأجيل قرار الشراء بانتظار تأكيدات أو حلول من الشركة. وبالنظر إلى المنافسة الشرسة مع شركات مثل سامسونغ وشاومي وأوبو، فإن آبل لا تملك ترف تجاهل هذه الشكاوى، خصوصاً وأن منافسيها يسارعون لاستغلال مثل هذه الأخبار في حملاتهم التسويقية غير المباشرة.
من المبكر الجزم بأن مشكلة الواي فاي في ايفون 17 هي عيب واسع الانتشار، لكن المؤكد أن عدداً متزايداً من المستخدمين يواجهون بالفعل صعوبات في الاتصال. شهادات المنتديات والتغريدات تعكس قلقاً حقيقياً، فيما تترقب العيون كيف سترد آبل على هذه الضجة.
حتى ذلك الحين، سيبقى مستخدمو ايفون 17 بين خيارين: الصبر في انتظار تحديث رسمي، أو اعتماد حلول مؤقتة قد لا تنجح مع الجميع. ومع ذلك، فإن هذه الضجة تذكّرنا بحقيقة ثابتة في عالم التكنولوجيا: لا يوجد هاتف ذكي يخلو من العيوب، حتى لو كان يحمل شعار التفاحة المقضومة.