هل أصبح آيفونك أو ساعة آبل قديمين؟ هذان المنتجان انضما لقائمة الأجهزة العتيقة من آبل
في كل عام، تقوم شركة آبل بمراجعة قائمتها الخاصة بالأجهزة التي تُعتبر قديمة أو “Vintage“. هذه الخطوة قد تبدو شكلية للبعض، لكنها في الحقيقة تعني الكثير لمستخدمي تلك الأجهزة، خصوصاً فيما يتعلق بالدعم الفني، قطع الغيار، والأمان الرقمي.
في آخر تحديث لهذه القائمة، أضافت آبل منتجين مهمين: أحد أجهزة آيفون الشهيرة وأحد إصدارات ساعة آبل. ومع هذا الإعلان، بدأ كثير من المستخدمين يتساءلون: هل جهازي القديم ما زال يستحق الاستخدام؟ وماذا يعني أن يكون منتجك “Vintage” في قاموس آبل؟
ما معنى أن يكون الجهاز “Vintage”؟
مصطلح “Vintage” لدى آبل لا يعني أن جهازك أصبح قطعة للتحف أو فقد قيمته تماماً، بل له تعريف محدد:
- الجهاز توقف بيعه منذ أكثر من 5 سنوات وأقل من 7 سنوات.
- الدعم الفني من آبل يصبح محدوداً.
- قد تجد قطع غيار أصلية في بعض المراكز، لكنها غير مضمونة التوفر دائماً.
بعد مرور 7 سنوات على توقف البيع، يتم نقل الجهاز إلى قائمة أخرى تُسمى Obsolete، أي “منتهي الصلاحية”، وهنا يتوقف الدعم كلياً ولا توفر آبل أي قطع غيار له.
هذا النظام يساعد الشركة على تركيز جهودها على الأجيال الأحدث، لكنه في الوقت نفسه يضع المستخدمين في موقف صعب إذا أرادوا الاستمرار في استخدام أجهزتهم.
ما هي الأجهزة الجديدة التي أصبحت “Vintage”؟
أعلنت آبل رسمياً أن جهازين انضما مؤخراً إلى القائمة:
- آيفون 6 بلس (iPhone 6 Plus)
- صدر عام 2014 وكان نقلة نوعية لأنه أول آيفون بشاشة كبيرة (5.5 إنش).
- مثّل لحظة مهمة حيث غيرت آبل فلسفتها تجاه حجم الشاشات بعد سنوات من الإصرار على مقاس 4 إنش.
- الجهاز باع ملايين النسخ وقتها، وأصبح رمزاً للجيل الذي نقل آبل إلى عصر الهواتف الكبيرة.
- ساعة آبل Series 2
- أطلقت عام 2016، وكانت أول ساعة من آبل مقاومة للماء كلياً حتى عمق 50 متراً.
- جلبت تحسينات واضحة على الأداء والبطارية مقارنة بالجيل الأول.
- هذا الإصدار فتح الباب أمام ساعة آبل لتصبح أكثر من مجرد “أداة تنبيهات”، لتتحول تدريجياً إلى جهاز لياقة وصحة متكامل.
مقارنة تاريخية مع أجهزة سابقة
هذه ليست المرة الأولى التي تضع فيها آبل أجهزة ناجحة على قائمة العتيقة. على سبيل المثال:
- آيفون 4 الذي صدر في 2010، اعتُبر حينها أيقونة تصميمية، لكنه أصبح قديمًا بحلول 2016.
- آيباد 2، الذي كان من أكثر الأجهزة مبيعاً، انضم للقائمة بعد سنوات قليلة من توقف دعمه.
- حتى ماك بوك برو 2012 الذي أحبّه الكثيرون لتصميمه الكلاسيكي، أصبح ضمن هذه القائمة.
الخلاصة: لا يوجد جهاز خالد في عالم التقنية. ما تملكه اليوم وتراه متقدماً، سيصبح بعد سنوات جزءاً من الماضي.
ماذا يعني هذا عملياً للمستخدمين؟
- الدعم الفني والصيانة
- قد تجد صعوبة في إصلاح جهازك لدى مراكز آبل الرسمية.
- بعض قطع الغيار الأصلية قد تكون متوفرة، لكن بشكل محدود جداً.
- التحديثات الأمنية
- الأجهزة العتيقة لا تحصل على آخر تحديثات iOS أو watchOS.
- هذا يعني أنها أكثر عرضة للثغرات الأمنية.
- تجربة الاستخدام اليومية
- مع تطور التطبيقات، تصبح أبطأ وقد لا تدعم بعض البرامج الجديدة.
- عمر البطارية يتراجع بشكل ملحوظ مع مرور الوقت.
تأثير ذلك على إعادة البيع
السوق الثانوية (إعادة بيع الأجهزة المستعملة) تتأثر كثيراً بإدراج منتج في قائمة “Vintage”:
- قيمة آيفون 6 بلس في سوق الأجهزة المستعملة ستنخفض بشكل كبير.
- ساعة آبل Series 2، رغم أنها ما زالت تعمل، إلا أن معظم المشترين سيفضلون الإصدارات الأحدث التي لا تزال مدعومة.
لكن هناك استثناء: بعض الجامعين collectors يعتبرون هذه الأجهزة قطعاً مميزة، خصوصاً إن كانت بحالة جيدة أو في علبتها الأصلية. على المدى الطويل، قد تزداد قيمتها لدى هواة جمع التكنولوجيا.
نصائح عملية لمستخدمي هذه الأجهزة
- استمر في الاستخدام إن كان الجهاز يلبي احتياجاتك
- طالما الجهاز يعمل ولا يسبب مشاكل كبيرة، لا حاجة للتسرع في تغييره.
- فكّر في جهاز احتياطي
- يمكن استخدام آيفون 6 بلس كهاتف ثانوي للاتصالات الأساسية.
- ساعة آبل Series 2 يمكن أن تكون ساعة بديلة للتجارب أو للاستخدام الرياضي.
- حافظ على البطارية
- تجنّب شحن الجهاز بشكل مفرط.
- استخدم شواحن أصلية أو معتمدة.
- أمان البيانات
- إذا كنت تستخدم الجهاز بشكل أساسي، احرص على عدم الاعتماد عليه وحده في التطبيقات الحساسة مثل البنوك.
- اجعل لديك جهاز أحدث لتلقي تحديثات الأمان.
هل حان وقت الترقية؟
السؤال الذي يطرحه الجميع: هل يجب أن أغيّر جهازي الآن؟
- إذا كنت تهتم بالتقنيات الجديدة مثل الكاميرات المتطورة أو شاشات ProMotion، فالترقية ستمنحك تجربة أفضل بكثير.
- إذا كان جهازك يؤدي الغرض في المهام الأساسية، يمكنك الانتظار حتى الجيل المقبل.
- أما من حيث الأمان، فالأفضل دائماً أن تمتلك جهازاً حديثاً للحصول على أحدث التحديثات الأمنية.
رؤية مستقبلية: ماذا نتعلم من هذه القائمة؟
قائمة “Vintage” تذكرنا دائماً بحقيقة بسيطة: التكنولوجيا تسير بسرعة هائلة. ما كان في قمة التطور قبل 7 سنوات قد يصبح اليوم جهازاً قديماً.
لكن الأمر الإيجابي أن الأجهزة الحديثة مثل آيفون 15 أو ساعة آبل Series 9 ستعيش دورة حياة أطول، مع تحسينات في التحديثات والأداء. آبل أيضاً تحاول أن تجعل الانتقال إلى الأجهزة الأحدث أكثر سلاسة عبر برامج الاستبدال trade-in، مما يساعد المستخدمين على ترقية أجهزتهم بتكلفة أقل.
انضمام آيفون 6 بلس وساعة آبل Series 2 إلى قائمة الأجهزة العتيقة ليس مفاجئاً، بل هو خطوة طبيعية ضمن دورة حياة منتجات آبل.
هذه الأجهزة كانت مؤثرة في وقتها: الأول غيّر مفهوم حجم الشاشة في الهواتف الذكية، والثانية رسّخت مكانة ساعة آبل كأداة لياقة وصحة.
اليوم، ربما حان الوقت للبعض للتفكير في الترقية، بينما قد يفضل آخرون الاستمرار في استخدامها طالما أنها ما زالت تؤدي الغرض. وفي كل الحالات، تبقى هذه الأجهزة شاهداً على سرعة تطور التقنية وكيف يتحول “الأحدث” إلى “قديم” في سنوات قليلة.