دروس و شروحات

متصفح جديد لهواتف آيفون يجعل التصفح أكثر أمانًا وخصوصية من أي وقت مضى

في ظل التقدم التكنولوجي المتسارع والاعتماد المتزايد على الأجهزة المحمولة في الحياة اليومية، أصبح اختيار المتصفح المناسب على الهاتف الذكي أمرًا لا يقل أهمية عن اختيار التطبيقات الأخرى. ولعل إحدى الابتكارات اللافتة في عالم التصفح اليوم هي ميزة جديدة تقدمها بعض المتصفحات على أجهزة الآيفون، وتحديدًا متصفح يقوم بمنح هوية رقمية فريدة لكل تبويب مفتوح، مما يحدث نقلة نوعية في طريقة التفاعل مع الإنترنت وتوفير الخصوصية والتنظيم في آن واحد.

ما المقصود بالهوية الخاصة لكل تبويب؟

الميزة الأساسية التي نتحدث عنها في هذا المقال هي أن المتصفح الجديد يمنح كل تبويب تفتحه هوية منفصلة تمامًا من حيث ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز)، وبيانات التتبع، وسجلات التصفح، وحتى عنوان الـIP الظاهري أحيانًا. هذا يعني أن كل تبويب يعمل وكأنه “جلسة تصفح” مستقلة لا علاقة لها ببقية التبويبات، مما يحول دون تتبعك بين المواقع، ويمنع المواقع من مشاركة البيانات فيما بينها عنك.

فوائد هذه الميزة لمستخدمي الآيفون

1. خصوصية معززة:

بفضل الهوية المنفصلة لكل تبويب، يصبح تتبع المستخدم شبه مستحيل. فعلى سبيل المثال، إذا فتحت موقعًا للتسوق في تبويب، وموقعًا إخباريًا في تبويب آخر، فلن يتمكن أي من الموقعين من تبادل البيانات حول نشاطك، مما يحميك من الإعلانات الموجهة المزعجة والتتبع السلوكي.

2. أمان مضاعف:

عندما يكون لكل تبويب ملفات تعريف ارتباط وجلسة مستقلة، تقل احتمالية حدوث تسريبات أو هجمات تستغل جلسات أخرى. هذه الميزة مهمة بشكل خاص عند تسجيل الدخول إلى حسابات مختلفة أو زيارة مواقع مشبوهة.

3. تنظيم التصفح باحترافية:

يوفر هذا النوع من المتصفحات طريقة ذكية لإدارة المحتوى عبر التبويبات. يمكنك أن تخصص كل تبويب لغرض معين، مثل العمل أو الدراسة أو التسوق، دون أن تتداخل البيانات أو الجلسات بينها.

هذا المقال قد يهمك أيضا: اضغط لفتحه
المسح الضوئي للمستندات ميزة جبارة قادمة مع iOS 11

4. مناسب للمطورين والمختبرين:

هذه الميزة تقدم قيمة كبيرة للمبرمجين ومصممي المواقع الذين يرغبون في اختبار مواقعهم في جلسات مستقلة أو بملفات تعريف متعددة دون الحاجة إلى متصفحات منفصلة أو الوضع الخفي.

ما هو المتصفح الذي يقدم هذه الميزة؟

المتصفح الذي يُحدث هذا التغيير هو Arc Browser، أحد المتصفحات الجديدة نسبياً والذي بدأ يشق طريقه إلى أجهزة الآيفون بعد أن حقق نجاحاً مميزاً على الحواسيب. ما يميز “Arc” ليس فقط تصميمه العصري وتجربة المستخدم المبتكرة، بل أيضًا هذه الميزة الفريدة التي تمنح كل تبويب هوية رقمية مستقلة.

كيف تعمل هذه الميزة على الايفون ؟

عند استخدام متصفح Arc على الآيفون، يتم إنشاء “جلسة” أو بيئة منفصلة لكل تبويب تقوم بفتحه. داخل هذه الجلسة، يكون لديك:

  • ملفات تعريف ارتباط (Cookies) منفصلة.
  • ذاكرة تخزين مؤقت مستقلة.
  • سياسة أمان مستقلة.
  • إمكانية إظهار عنوان IP مختلف (عند استخدام شبكة افتراضية داخلية مدمجة).
  • عدم مشاركة سجل التصفح بين التبويبات.

هذه التقنية تستفيد من مبدأ يُعرف بـ “التصفح المعزول” أو Isolated Browsing، والذي يُستخدم غالبًا في المؤسسات لتوفير بيئة آمنة عند التعامل مع الإنترنت.

 التصفح أكثر أمانًا وخصوصية من أي وقت مضى في الايفون

كيف يستفيد المستخدم العادي من هذه التقنية؟

يمكن لأي مستخدم عادي أن يستفيد من هذه التقنية في عدة سيناريوهات:

عند التسوق عبر الإنترنت:

فتح تبويبات متعددة لمقارنة الأسعار دون أن تربط المواقع بين الجلسات.

عند استخدام حسابات متعددة لنفس الخدمة:

مثل فتح حسابين مختلفين على Gmail أو فيسبوك في آن واحد، دون الحاجة إلى تسجيل الخروج أو استخدام متصفح آخر.

عند القراءة وتصفح المحتوى:

يمكن تخصيص كل تبويب لنوع معين من المحتوى دون أن يظهر في سجل التصفح العام.

هذا المقال قد يهمك أيضا: اضغط لفتحه
من مزايا iOS 11: تعامل باحترافية مع صور الشاشة الملتقطة

عند البحث في مواضيع حساسة:

يتم الحفاظ على سرية البحث دون أن يتم ربطه بالهوية العامة أو ملفات تعريف المستخدم الأخرى.

مقارنة مع المتصفحات التقليدية مثل Safari وChrome

في المتصفحات التقليدية مثل سفاري أو كروم، يتم مشاركة العديد من عناصر التصفح بين التبويبات:

الخاصيةSafari/ChromeArc Browser
ملفات تعريف موحدةنعملا
سجل تصفح موحدنعملا
إمكانية تسجيل الدخول بحسابين مختلفينلانعم
عزل البيانات بين التبويباتلانعم
منع التتبع بين المواقعجزئياًبالكامل

هل تؤثر هذه الميزة على سرعة التصفح؟

رغم أن إنشاء جلسة مستقلة لكل تبويب قد يبدو وكأنه يستهلك المزيد من الموارد، إلا أن متصفح Arc مصمم بكفاءة لتقليل الحمل على المعالج والذاكرة. في الواقع، أظهرت التجارب أن سرعة التصفح ليست أبطأ من المتصفحات التقليدية، بل قد تكون أكثر سلاسة بفضل التركيز على التبويب النشط فقط.

ما مستقبل هذه التقنية؟

يتوقع الخبراء أن تتبنى المزيد من المتصفحات هذه التقنية في المستقبل، خاصة مع تصاعد الاهتمام بالخصوصية على الإنترنت. كما يمكن أن تتحول هذه الميزة إلى معيار أساسي في تصميم المتصفحات الحديثة، خصوصاً على الأجهزة المحمولة حيث تتنوع سيناريوهات الاستخدام وتزداد الحاجة إلى الأمان.

كيف يمكن تفعيل الميزة على جهازك؟

إذا كنت من مستخدمي آيفون وترغب في تجربة هذه الميزة، عليك اتباع الخطوات التالية:

  1. تحميل متصفح Arc من متجر التطبيقات (App Store).
  2. تثبيت التطبيق وتسجيل الدخول (اختياري).
  3. عند فتح تبويب جديد، ستلاحظ أن كل تبويب يعمل كجلسة منفصلة.
  4. يمكن إدارة هذه التبويبات من خلال واجهة المتصفح بسهولة، مع إمكانية تسمية التبويبات وتصنيفها.

هل الميزة مناسبة للجميع؟

رغم فوائدها الكبيرة، إلا أن البعض قد يجدها مربكة في البداية، خاصة المستخدمين الذين اعتادوا على جلسة تصفح موحدة. كما قد يفتقد البعض الراحة في مشاركة البيانات بين التبويبات، مثل تعبئة بيانات تسجيل الدخول تلقائيًا. لكن مع الوقت، تصبح الفكرة أكثر منطقية وفعالة في الحفاظ على الخصوصية.

هذا المقال قد يهمك أيضا: اضغط لفتحه
تعرف على أربع طرق فعالة للتحقق من حالة بطارية جهازك

نقلة نوعية في عالم التصفح على الآيفون

إن ميزة “الهوية المنفصلة لكل تبويب” تمثل خطوة ذكية نحو مستقبل أكثر أمانًا وخصوصية في عالم التصفح الرقمي، لا سيما على أجهزة الآيفون التي تتميز بتركيزها على حماية المستخدم. من خلال هذا النوع من الابتكار، نرى كيف تتطور المتصفحات لتناسب احتياجات العصر الرقمي الحالي، حيث الخصوصية لم تعد رفاهية، بل مطلب أساسي.

سواء كنت مستخدمًا عادياً، أو محترفاً في عالم التقنية، فإن تجربة متصفح يمنح هوية مستقلة لكل تبويب ستمنحك تحكمًا غير مسبوق، وستعيد تعريف الطريقة التي تتفاعل بها مع الإنترنت يوميًا.

i-phony.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *