صوت مكالماتك على ماك سيتغير قريبًا: الآيفون يلعب دورًا خفيًا لكنه قوي
في تطور تقني جديد يسلط الضوء على التكامل العميق بين أجهزة آبل المختلفة، كشفت النسخ التجريبية الحديثة من نظامي macOS وiOS عن ميزة مبتكرة ستغير طريقة إجراء المكالمات الصوتية عبر جهاز ماك. المفاجأة؟ أن مصدر التحسين لن يكون من داخل الماك نفسه، بل من الآيفون الذي تحمله في جيبك. نعم، لقد أصبح الآيفون أكثر من مجرد هاتف ذكي، فهو الآن شريك خفي يساعد على تقديم صوت نقي وعالي الجودة خلال المكالمات على جهاز ماك. فهل صوت مكالماتك على ماك سيتغير قريبًا؟ ولماذا هو مهم؟ إليك التفاصيل الكاملة.
تكامل مذهل بين الماك والآيفون: ما الذي يتغير؟
لطالما اعتمدت مكالمات FaceTime أو المكالمات الهاتفية التي تتم عبر جهاز ماك على الميكروفون والسماعات المدمجة في الجهاز. ورغم تطور هذه المكونات مع الوقت، إلا أن الجودة لم تكن مثالية دائمًا، خصوصًا في البيئات الصاخبة أو عند العمل عن بعد دون سماعات خارجية.
ما تخطط له آبل الآن هو السماح لجهاز ماك باستخدام الميكروفون المتطور في الآيفون لتحسين جودة صوتك أثناء المكالمات. هذا يعني أن الآيفون لن يكون مجرد هاتف مستقل، بل سيعمل كمصدر صوت خارجي محترف ومتصل بالماك بسلاسة عبر تقنيات “الاستمرارية” مثل Handoff وContinuity.
ما الفائدة من استخدام ميكروفون الآيفون بدلاً من ماك؟
الميكروفون في أجهزة الآيفون الحديثة، خاصة طرازات ايفون 15 وما بعدها، يتميز بتقنيات متقدمة جدًا مثل:
- عزل الضوضاء الذكي باستخدام الذكاء الاصطناعي.
- تسجيل صوت عالي النقاء بجودة استوديو.
- القدرة على تمييز صوت المستخدم عن الأصوات المحيطة، وهو ما يضمن تجربة مكالمة احترافية.
من خلال تفعيل هذه الميزة الجديدة، سيكون بإمكان المستخدمين إجراء مكالمات بجودة صوت أفضل بكثير، دون الحاجة لاستخدام ميكروفونات خارجية أو سماعات احترافية.
كيف يعمل هذا التغيير من الناحية التقنية؟
الميزة ستعمل على الشكل التالي:
- عندما يكون الآيفون قريبًا من جهاز ماك (ومربوطًا بنفس حساب Apple ID)، سيتم رصده تلقائيًا من قبل النظام.
- عند إجراء مكالمة على ماك، سيتم عرض خيار استخدام ميكروفون الآيفون كمصدر صوت.
- بمجرد اختيار هذا الخيار، يتم توصيل الآيفون لاسلكيًا بالماك باستخدام بروتوكولات آمنة وسريعة، تتيح نقل الصوت بجودة عالية جدًا دون تأخير.
هذه الخطوة لا تتطلب أي إعدادات معقدة، فكل شيء يحدث في الخلفية بشكل تلقائي، مما يعزز تجربة المستخدم ويجعلها أكثر سلاسة.
دور Apple Intelligence: الذكاء الاصطناعي يغير قواعد اللعبة
في عام 2025، قدمت آبل تقنياتها الجديدة تحت مظلة Apple Intelligence، وهي منظومة متكاملة من الميزات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة الاستخدام على جميع أجهزة آبل.
إحدى أبرز تطبيقات Apple Intelligence ستكون في تحليل البيئة الصوتية المحيطة بالمستخدم، وتحديد أفضل الإعدادات لتحسين الصوت بناءً على:
- مكان وجودك (مكتب، شارع، منزل).
- نوع المكالمة (مكالمة عمل، فيديو جماعي، اتصال شخصي).
- مصدر الضوضاء في الخلفية.
كل هذه العوامل ستُحلل في الوقت الحقيقي، وسيقوم الآيفون بمعالجة الصوت وعزله وإرساله إلى الماك بجودة فائقة.
هل هذه الميزة متاحة للجميع؟
بحسب ما تم اكتشافه في النسخ التجريبية، يبدو أن هذه الميزة ستكون متاحة فقط في الأجهزة التي تعمل بنظام:
- iOS 18 أو أحدث على الآيفون.
- macOS Sequoia أو أحدث على جهاز ماك.
كما يُرجح أن تحتاج إلى آيفون حديث، ابتداءً من ايفون 15 فما فوق، بسبب اعتماده على شرائح متطورة ومعالجات ذكاء اصطناعي مدمجة مثل A17 Pro أو A18.
المزايا العملية لهذه الميزة في حياتك اليومية
هذه الميزة ليست مجرد تحسين بسيط، بل لها تأثير مباشر على جودة العمل والاتصال، خصوصًا في سيناريوهات مثل:
- العمل عن بعد: إذا كنت تجري اجتماعات عبر Zoom أو Teams أو FaceTime، فالصوت النقي هو عامل أساسي للنجاح والتأثير.
- المكالمات الهاتفية من الماك: لم تعد بحاجة للإمساك بالآيفون أو استخدام سماعات، فقط تكلم بشكل طبيعي أمام الماك، وسيقوم الآيفون بعمله في الخلفية.
- التسجيلات الصوتية أو البودكاست: يمكنك تسجيل مقاطع صوتية بجودة عالية دون الحاجة لمعدات احترافية، فقط باستخدام ميكروفون الآيفون المربوط بالماك.
الخصوصية في قلب التجربة
من أبرز مميزات آبل دائمًا هو تركيزها على حماية الخصوصية. ولأن استخدام ميكروفون الآيفون في المكالمات قد يثير تساؤلات حول أمان البيانات الصوتية، فقد أكدت آبل أن:
- جميع عمليات المعالجة الصوتية تتم على الجهاز نفسه (الآيفون).
- لا يتم إرسال الصوت إلى خوادم آبل أو أي جهة خارجية.
- يتم تشفير الاتصال بين الماك والآيفون لضمان أمان تام.
هذا يعني أنك تستفيد من كل هذه التقنيات دون المساس بخصوصيتك.
متى ستكون الميزة متوفرة رسميًا؟
تشير التوقعات إلى أن الميزة ستكون جزءًا من التحديثات الرسمية التي ستصدر في خريف 2025، بالتزامن مع إطلاق النسخ النهائية من iOS 18 وmacOS Sequoia. وقد تطرحها آبل في البداية ضمن برنامج النسخ التجريبية للمطورين والمستخدمين، ثم يتم تعميمها لاحقًا.
الآيفون يعيد تعريف المكالمات على الماك
من خلال هذه الخطوة الجديدة، تثبت شركة آبل مرة أخرى أن قوة أجهزتها لا تكمن فقط في الأداء الفردي لكل جهاز، بل في التآزر الذكي والسلس بين جميع أجهزتها ضمن نظام بيئي موحد، حيث يصبح كل جهاز مكمّلًا للآخر، لا مجرد أداة مستقلة. في السابق، كان تحسين جودة المكالمات الصوتية يتطلب الاستثمار في ميكروفونات خارجية احترافية أو سماعات رأس متطورة، ما قد يكون مكلفًا أو غير مريح في بيئات العمل المتنقلة.
اليوم، وبفضل هذه التقنية الجديدة، لم تعد بحاجة إلى كل تلك التجهيزات المعقدة. فالهاتف الذي تستخدمه يوميًا لتصفح الإنترنت، والتقاط الصور، وإرسال الرسائل، بات يلعب دورًا محوريًا في تعزيز جودة تجربتك الصوتية على جهاز ماك. الآيفون، بما يحتويه من تقنيات معالجة صوت متقدمة وميكروفونات ذات حساسية عالية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، يتحول إلى المهندس الصوتي الخفي الذي يعمل في الخلفية لتحليل بيئتك الصوتية، عزل الضوضاء، وتقديم صوتك بنقاء وصفاء مثاليين.
إنها بداية مرحلة جديدة من التجارب الصوتية الذكية التي تستفيد من الذكاء الاصطناعي، ومعالجات آبل المتطورة، والتكامل بين الأجهزة، لتقدم لك تجربة تواصل صوتي لم يسبق لها مثيل.