تصميم آيفون 17 برو الجديد يثير الجدل: نقلة نوعية أم مخاطرة؟
مع اقتراب موعد الإعلان الرسمي عن سلسلة آيفون 17، تتزايد التسريبات والتكهنات حول شكل ومواصفات الهاتف الأهم لدى شركة آبل. لكن ما تم تسريبه مؤخرًا من صور يُقال إنها حقيقية لهاتف آيفون 17 برو، يثير الدهشة ويشير إلى تغييرات جذرية في تصميم الهاتف، قد تُعد من بين الأكبر في تاريخ آبل منذ إطلاق أول آيفون عام 2007. فهل نحن على موعد مع ثورة تصميمية حقيقية؟ وما الذي تكشفه هذه الصور؟
تصميم جديد كليًا: الوداع للخطوط التقليدية
الصور التي تم تداولها مؤخرًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المدونات المتخصصة تُظهر جهازًا مختلفًا تمامًا عن ما اعتدنا عليه من آبل. الهيكل يبدو أنحف، والحواف أكثر انسيابية، كما أن الجهة الخلفية تخلو من التصميم الزجاجي التقليدي وتبدو مغطاة بمادة مختلفة يُشاع أنها نوع جديد من التيتانيوم المصقول غير اللامع.
من أبرز المفاجآت التي كشفتها هذه الصور:
- الجهة الخلفية المسطحة بالكامل، دون أي بروز للكاميرا، في خطوة غير مسبوقة.
- نقل شعار آبل إلى الزاوية السفلية بدلًا من وسط الجهاز، وهو تغيير جذري في هوية التصميم.
- فتحة أمامية أصغر بكثير، مع تقارير تتحدث عن وجود كاميرا تحت الشاشة.
كل هذه التغييرات تلمح إلى أن آبل تستعد لتقديم تجربة بصرية جديدة ومختلفة تمامًا.
الكاميرا: تحوّل ثوري في الشكل والمكان
من أكبر المفاجآت التي حملتها هذه الصور هو ما يتعلق بوحدة الكاميرا. فبينما اعتادت آبل وضع الكاميرات في الزاوية العلوية اليسرى من الجهة الخلفية، تكشف الصور المسربة عن كاميرا دائرية ضخمة في منتصف الجزء العلوي من الخلف، تشبه إلى حد كبير تصميم بعض هواتف هواوي وون بلس.
وقد أثار هذا التغيير الكثير من الجدل، حيث يرى البعض أنه يمنح الهاتف طابعًا عصريًا وفريدًا، بينما يعتبره آخرون خروجًا غير مبرر عن أسلوب آبل المعروف. لكن إذا صحّت هذه الصور، فإننا نتحدث عن إعادة تصور شاملة لكيفية تقديم الهاتف وليس مجرد تحديث طفيف.
شاشة أكبر بحواف أصغر
تشير التسريبات إلى أن آيفون 17 برو سيأتي بشاشة أكبر قليلًا من سابقتها، مع حواف شبه معدومة، حيث تعتمد آبل على تقنيات جديدة من تصنيع الشاشات تجعل الحدود حول الشاشة أقل من 1.5 ملم فقط. هذا التغيير، إذا صح، سيمنح المستخدم تجربة مشاهدة أكثر انغماسًا، ويقرب الهاتف من مفهوم “الشاشة الكاملة” الحقيقي.
إضافة إلى ذلك، يُقال إن الهاتف سيحمل شاشة بتقنية OLED محسّنة توفر ألوانًا أكثر واقعية وسطوعًا أعلى، مع معدل تحديث 120 هرتز، واستجابة فائقة للمس.
تحوّل في المواد: التيتانيوم بدلًا من الزجاج؟
من المتوقع أن تعتمد آبل في آيفون 17 برو على مادة التيتانيوم المصقول بشكل أكبر، لتوفير وزن أخف وصلابة أعلى مقارنة بالألومنيوم أو الزجاج. وقد ظهرت تقارير تُشير إلى أن النموذج الجديد سيكون أكثر مقاومة للصدمات والخدوش، وهو ما يشكل ميزة مهمة للمستخدمين الذين يبحثون عن المتانة.
وفي الوقت نفسه، يمنح التيتانيوم الهاتف مظهرًا فاخرًا ومختلفًا، بعيدًا عن الأسطح اللامعة التي تتلطخ بالبصمات بسهولة.
الأزرار اللمسية: وداعًا للأزرار الميكانيكية
أحد التغييرات التي أظهرتها هذه الصور أيضًا هو اختفاء الأزرار التقليدية، مثل زر الصوت وزر الطاقة، واستبدالها بـأزرار لمسية تعمل بالضغط من خلال تقنية استشعار خاصة تعتمد على اللمس والاستجابة اللمسية (Haptic Feedback).
هذه الخطوة، إن تحققت، ستجعل الهاتف أكثر مقاومة للماء والغبار، كما ستمنح المستخدمين تجربة تفاعل أكثر سلاسة وهدوءًا.
واجهة أمامية نظيفة: الكاميرا تحت الشاشة؟
من النقاط المثيرة التي تضمنتها هذه الصور هو اختفاء الجزء المعروف بـ”Dynamic Island” الذي ظهر لأول مرة في آيفون 14 برو. وبدلًا من ذلك، يبدو أن آبل تمكنت من إخفاء الكاميرا الأمامية تحت الشاشة، وهي تقنية تعمل عليها شركات عديدة منذ سنوات، لكنها لم تصل بعد إلى المستوى المثالي.
وفي حال نجحت آبل في تنفيذ هذه التقنية بكفاءة، فستكون من أوائل الشركات التي تقدم شاشة حقيقية كاملة دون انقطاع، ما يعزز من تجربة الاستخدام وخاصة عند مشاهدة الفيديوهات أو اللعب.
الأبعاد والوزن: تغييرات ملموسة
وفقًا للتسريبات، فإن آيفون 17 برو سيكون:
- أقل سماكة من آيفون 16 برو، مع تخفيض حوالي 0.8 ملم في السماكة.
- أخف وزنًا بفضل استخدام التيتانيوم ودمج بعض المكونات الداخلية لتقليل الحجم العام.
- أطول قليلًا بسبب تكبير الشاشة، ولكن بدون أن يؤثر ذلك على سهولة الاستخدام.
المعالج والأداء: قوة غير مسبوقة
رغم أن هذه الصور لا تكشف عن المواصفات التقنية، إلا أن الشائعات تشير إلى أن آيفون 17 برو سيأتي مزودًا بمعالج A19 Pro الجديد، المبني بتقنية 2 نانومتر، ما يعني:
- أداء أسرع بنسبة 30% مقارنة بالجيل السابق.
- كفاءة في استهلاك الطاقة، ما يزيد من عمر البطارية.
- دعم أفضل للذكاء الاصطناعي ومعالجة الصور.
ماذا يعني هذا التغيير الجذري للمستخدمين؟
في حال تأكدت صحة هذه الصور، فإن التغيير في التصميم لا يمثل فقط نقلة بصرية، بل يعكس تطورًا فلسفيًا في كيفية تعامل آبل مع مفهوم الهاتف الذكي. فهي تسعى إلى تقديم منتج يجمع بين الأناقة والعملية والتقنيات المتقدمة في قالب جديد كليًا.
هذا التغيير قد يكون له عدة فوائد:
- جذب المستخدمين الجدد الذين يبحثون عن تصميم مميز وغير تقليدي.
- تحفيز مستخدمي الإصدارات القديمة للترقية، خصوصًا أن التصميم الجديد يختلف تمامًا عن جميع الإصدارات السابقة.
- فتح الباب لمزيد من الابتكار في الأعوام القادمة، خاصة من حيث دمج الكاميرات، والشحن اللاسلكي الكامل، وإخفاء جميع المنافذ.
ردود الأفعال: انقسام بين الإعجاب والدهشة
من خلال تتبع تعليقات المستخدمين على مواقع التواصل، يمكن رصد نوع من الانقسام في الآراء حول التصميم الجديد:
- البعض يرى أن آبل أخيرًا تخلت عن تحفظها وبدأت تجرّب شيئًا جديدًا بالفعل.
- في المقابل، هناك من يعتبر أن آبل فقدت لمستها في التصميم الكلاسيكي وأن الشكل الجديد أقرب لهواتف أندرويد.
لكن كما هي العادة مع آبل، تبقى التجربة النهائية أهم من الشكل الظاهري، وغالبًا ما تثبت آبل أنها تفكر في كل تفصيلة بدقة.
إذا كانت الصور التي تم تسريبها حول آيفون 17 برو صحيحة، فإننا بالفعل أمام ثورة تصميمية حقيقية ستغير مفاهيم المستخدمين حول شكل ومفهوم الهاتف الذكي. من الكاميرا الدائرية في منتصف الظهر، إلى الشاشة الكاملة والكاميرا المخبأة، وصولًا إلى مواد التصنيع الجديدة والتخلص من الأزرار الميكانيكية، كل هذه العناصر تشير إلى أن آبل تستعد لتقديم شيء مختلف تمامًا عن أي آيفون سابق.
ويبقى السؤال الأهم: هل ستحقق آبل النجاح بهذا التصميم الجريء، أم أن المستخدمين سيفضلون البقاء مع التصاميم الكلاسيكية؟ الجواب، كما دائمًا، سيكون عند الإطلاق الرسمي المتوقع في خريف 2025.