تحوّل لون آيفون 17 برو ماكس البرتقالي إلى الوردي: هل هو خلل في التصنيع؟

منذ إطلاق هاتف آيفون 17 برو ماكس، لم تتوقف النقاشات حول ألوانه الجديدة. فقد قدّمت آبل هذا العام لونًا برتقاليًا لامعًا أطلقت عليه اسم “البرتقالي الغربي”، وكان من المفترض أن يكون من أكثر الألوان تميّزًا في السلسلة. لكن خلال الأسابيع الأخيرة، بدأ بعض المستخدمين يلاحظون شيئًا غريبًا: اللون البرتقالي يتحول تدريجيًا إلى وردي فاتح، خاصة في الجزء الخلفي من الهاتف.
هل هو مجرّد تأثير من الإضاءة؟ أم أن هناك بالفعل مشكلة في الطلاء؟ هذا السؤال أصبح محور نقاش واسع بين المستخدمين وخبراء التقنية، خصوصًا بعد تكرار الحالات في مناطق مختلفة من العالم.
من الملاحظات الفردية إلى ظاهرة متكررة
في البداية، كانت الشكاوى محدودة. بعض المستخدمين نشروا صورًا لهواتفهم على منصات التواصل، تظهر فيها فروقات واضحة في اللون بعد أسابيع من الاستخدام. البعض ظن أن الأمر بسبب الغلاف الشفاف أو تأثير الضوء القوي. لكن مع الوقت، زاد عدد الحالات، وأصبح الحديث عن “تحول اللون” موضوعًا جادًا يستحق المتابعة.
عدة صور انتشرت تُظهر فرقًا واضحًا بين لون الجزء العلوي للهاتف — الذي بقي برتقاليًا — والجزء السفلي الذي بدأ يميل إلى الوردي. والمثير أن التغيير لا يحدث فجأة، بل بشكل تدريجي، مما يجعل ملاحظته ممكنة فقط بعد فترة من الاستخدام.
ردود فعل المستخدمين
ردود الفعل كانت متنوعة. فئة من المستخدمين شعروا بالإحباط، خاصة أن الهاتف يُعد من الفئة الأغلى في السوق. فدفع مبلغ كبير مقابل هاتف فاخر يفترض أن يحتفظ بمظهره ليس أمرًا بسيطًا. أحد المستخدمين كتب: “اشتريت الهاتف منذ شهر فقط، ولم أستخدمه إلا بغلاف رسمي من آبل، ومع ذلك بدأ اللون يتغير.”
في المقابل، هناك من قلل من أهمية المشكلة، معتبرًا أنها “تجميليّة فقط ولا تؤثر على الأداء”. لكن حتى هؤلاء اتفقوا على أن ما يحدث غير معتاد من آبل، خصوصًا مع هاتف يحمل شعار “برو ماكس” ويُسوّق على أنه مصنوع من مواد عالية الجودة.
ماذا تقول آبل حتى الآن؟
حتى لحظة كتابة هذا المقال، لم تصدر آبل بيانًا رسميًا حول الموضوع. الشركة عادة لا تتعجّل في الرد على هذه النوعية من المشكلات قبل أن تجمع بيانات كافية من مراكز الخدمة حول العالم.
لكن بعض موظفي الدعم الفني، بحسب ما ذكره مستخدمون على منتديات آبل، قالوا إن الشركة “تراجع الحالات لتحديد السبب بدقة”. هذا التصريح غير رسمي، لكنه يشير إلى أن آبل على علم بما يجري.
وفي حالات محدودة، تم استبدال الهاتف ضمن الضمان بعد فحصه من قبل مراكز الخدمة، ما يوحي بأن آبل لا تعتبر المشكلة مجرّد مسألة مظهرية بسيطة في كل الحالات.

الأسباب المحتملة وراء تغير اللون
الخبراء في مجال المواد والتقنيات السطحية قدّموا عدّة تفسيرات محتملة لهذه الظاهرة، وكلها تدور حول نقطة واحدة: الطلاء المستخدم في هيكل التيتانيوم.
آبل استخدمت هذا العام عملية جديدة لتلوين التيتانيوم عبر طبقة رقيقة من الأكسدة الحرارية، بدل الطلاء التقليدي. هذه العملية تعطي ألوانًا لامعة ومتدرجة، لكنها أكثر حساسية للعوامل الخارجية مثل الحرارة، والرطوبة، أو التفاعل مع مواد الغلاف البلاستيكي.
من المحتمل أن بعض الدُفعات من اللون البرتقالي لم تُعالج بالدرجة نفسها من الحماية، مما جعلها أكثر عرضة لتغيّر اللون عند التعرض المستمر للضوء أو الحرارة. كما أن بعض أنواع الأغطية الشفافة يمكن أن تُحدث تفاعلًا كيميائيًا بسيطًا مع سطح المعدن، فيؤثر ذلك على الصبغة.
هل يؤثر ذلك على متانة الهاتف؟
الخبر الجيد هو أن التغيير الظاهر لا يؤثر على أداء الهاتف إطلاقًا. لا توجد أي مؤشرات على أن التحول اللوني مرتبط بخلل في بنية التيتانيوم أو في مقاومته للخدوش. بمعنى آخر، الهاتف يبقى متينًا وصلبًا كما هو.
لكن من الناحية الجمالية، المشكلة مزعجة بالتأكيد، خصوصًا لمن اختار اللون البرتقالي تحديدًا لجاذبيته. فالهاتف الذي يفترض أن يحافظ على لونه الأصلي لسنوات، لا يجب أن يتبدّل بعد أسابيع من الاستخدام.
كيف يمكن تفادي المشكلة مؤقتًا؟
حتى يصدر توضيح رسمي من آبل، هناك بعض الخطوات التي يمكن أن تقلل من احتمال تغيّر اللون:
- تجنّب الأغطية الشفافة المصنوعة من البلاستيك الصلب.
بعض هذه الأغطية قد تتفاعل مع طبقة الأكسدة مع الوقت، خاصة عند التعرض للحرارة. - ابتعد عن تعريض الهاتف للشمس لفترات طويلة.
الحرارة المباشرة تسرّع عملية الأكسدة الطبيعية للسطح المعدني. - نظّف السطح بقطعة قماش جافة ولينة فقط.
لا تستخدم أي مواد تنظيف تحتوي على الكحول أو المذيبات. - راقب التغيرات اللونية تدريجيًا.
في حال لاحظت اختلافًا واضحًا، يُفضل زيارة مركز خدمة معتمد لتوثيق الحالة.
آبل وسجلّها مع مشكلات الألوان
ليست هذه المرة الأولى التي تواجه فيها آبل ملاحظات حول ألوان أجهزتها. قبل سنوات، واجهت الشركة انتقادات بسبب تغيّر لون إطارات آيفون 14 برو الذهبي بعد فترة قصيرة من الاستخدام، وكذلك تقشّر الطلاء في بعض أجهزة ماك المحمولة.
لكن آبل عادة ما تتعامل مع هذه الأمور بهدوء. فهي لا تعتبرها “أعطالًا” بالمعنى التقني، بل “اختلافات طبيعية في المواد”. ومع ذلك، في حال أثبت الفحص وجود خلل في التصنيع، تقوم الشركة باستبدال الجهاز ضمن الضمان.
بين الحقيقية والمبالغة
كالعادة، تنتشر مثل هذه القضايا بسرعة كبيرة على الإنترنت، وغالبًا ما يتم تضخيمها قبل التحقق منها. بعض الصور المنتشرة قد لا تكون دقيقة أو مأخوذة في ظروف إضاءة غير متساوية، ما يجعل اللون يبدو مختلفًا عن الواقع.
لكن مع تكرار الحالات وتطابقها في مناطق مختلفة، من الواضح أن هناك مشكلة فعلية في بعض الدُفعات. لذلك، من المهم انتظار رد رسمي من آبل لتحديد ما إذا كان الخلل واسع الانتشار أم محدودًا في إنتاج معين.
خلاصة التجربة
آيفون 17 برو ماكس ما يزال من أقوى الهواتف في السوق من حيث الأداء والتصميم والتصوير، لكن مشكلة اللون البرتقالي تضع علامة استفهام حول دقّة عملية التصنيع في بعض النماذج.
التحول من البرتقالي إلى الوردي قد يبدو تفصيلًا بسيطًا، لكنه يلمس جانبًا مهمًا في هوية منتجات آبل: العناية بالتفاصيل. فالشركة التي تفتخر بجودة التصميم لا يمكنها تجاهل هذه الملاحظات.
الخطوة القادمة الآن بيد آبل. إن اعترفت بالمشكلة وقدّمت حلاً واضحًا، فستحافظ على ثقة المستخدمين كما فعلت سابقًا. وإن تجاهلتها، فقد يكون لذلك أثر على صورتها كعلامة تُعرف بالدقة والجودة.