تاريخ إطلاق الآيفون القابل للطي,تسريب خريطة طريق آبل

في خطوة أثارت اهتمام عشاق التكنولوجيا حول العالم، تم تسريب خريطة طريق مستقبلية من داخل شركة آبل، تكشف عن تفاصيل طال انتظارها تتعلق بتاريخ إطلاق الآيفون القابل للطي. هذه التسريبات، التي نُسبت إلى مصادر موثوقة داخل سلسلة التوريد، ألقت الضوء على رؤية آبل لمستقبل الهواتف الذكية، وعلى وجه الخصوص، خططها لمنافسة الشركات التي سبقتها في مجال الهواتف القابلة للطي مثل سامسونج وهواوي.
متى سنرى الآيفون القابل للطي في الأسواق؟
وفقًا للتسريبات، فإن آبل تخطط لإطلاق أول هاتف آيفون قابل للطي في عام 2026، وتحديدًا في النصف الثاني من العام، وهو ما يتماشى مع جدول إطلاق الآيفون التقليدي في شهر سبتمبر. وذكر التقرير أن الشركة تهدف إلى الكشف عن هذا الهاتف الثوري ضمن حدث خاص، منفصل عن الحدث التقليدي لإطلاق أجهزة آيفون العادية، مما يشير إلى أن الهاتف القابل للطي سيكون منتجًا مميزًا وفئة مستقلة بحد ذاته.
ما الذي نعرفه عن تصميم الآيفون القابل للطي؟

تشير المعلومات المسرّبة إلى أن آبل تعمل على تصميمين مختلفين لجهازها القابل للطي:
- تصميم قابل للطي أفقيًا يشبه نمط “الصدفة” كما في هاتف Galaxy Z Flip، حيث يمكن طي الجهاز ليصبح صغيرًا جدًا يمكن وضعه في الجيب بسهولة.
- تصميم قابل للطي رأسيًا يشبه شكل الكتاب، كما هو الحال في Galaxy Z Fold، مع شاشة داخلية كبيرة عند فتح الجهاز، ما يجمع بين الهاتف واللوح الإلكتروني (الآيباد) في جهاز واحد.
وحسب التسريبات، فإن آبل تميل أكثر نحو التصميم الثاني الذي يوفر شاشة واسعة، نظرًا لأن الشركة تسعى إلى تقديم تجربة فريدة تجمع بين الإنتاجية والترفيه، مما قد يفتح الباب أمام تطور جديد في عالم أجهزة آبل المحمولة.
لماذا تأخرت آبل في دخول سوق الهواتف القابلة للطي؟
على الرغم من أن شركات مثل سامسونج أطلقت أول هواتفها القابلة للطي منذ عام 2019، إلا أن آبل فضلت الانتظار والتركيز على تطوير التكنولوجيا الداخلية قبل القفز إلى هذا السوق المعقد. السبب الرئيسي لهذا التأخير – حسب التقارير – هو حرص آبل على تقديم منتج ناضج وموثوق، خالٍ من العيوب التي واجهتها الأجهزة القابلة للطي في بداياتها، مثل مشاكل الشاشة والهشاشة وسوء المتانة.
كما تعمل آبل على تطوير مفصلة ميكانيكية فائقة الدقة تمنع دخول الغبار وتحافظ على عمر الشاشة، إلى جانب اختبار الشاشة لآلاف دورات الطي للتأكد من تحملها الطويل، وهو ما يتطلب وقتًا وتكنولوجيا متقدمة.
ما هي الميزات المتوقعة في الآيفون القابل للطي؟
تشير المصادر إلى أن آبل تسعى لتقديم تجربة غير مسبوقة في هاتفها القابل للطي، مع التركيز على:
- شاشة OLED مرنة من تطوير شركة LG Display أو سامسونج، تتميز بجودة ألوان عالية وسطوع ممتاز.
- دعم Apple Pencil صغير الحجم مخصص للشاشة الكبيرة، مما يفتح الباب أمام استخدامات جديدة مثل الرسم والملاحظات السريعة.
- كاميرات مطورة بدقة عالية مع تقنيات جديدة في الذكاء الاصطناعي لتحسين الصور في أوضاع الإضاءة المختلفة.
- معالج فائق الأداء من فئة Apple Silicon، ربما يحمل اسم A20 أو M-series مصغرة.
- نظام تشغيل مُعدل يعزز تجربة التعدد المهام والتفاعل مع الشاشة القابلة للطي.
- تصميم خارجي مقاوم للماء والغبار، مع مفصلة شبه خفية تدمج بسلاسة في الجسم.
لماذا تعتمد آبل سياسة التأخير والتأني عند تبني التقنيات الجديدة مثل الهواتف القابلة للطي؟
لطالما عُرفت شركة آبل بسياستها المختلفة عن باقي الشركات التقنية الكبرى، لا سيما فيما يتعلق بتبني الابتكارات الجديدة. فعلى الرغم من أن العديد من المنافسين مثل سامسونج وهواوي و موتورولا قد سبقوا آبل في إطلاق هواتف قابلة للطي منذ سنوات، إلا أن آبل ظلت تراقب السوق عن كثب دون أن تدخل هذا المضمار بشكل مباشر. وقد اعتبر البعض هذا التأخير علامة على تخلف آبل عن الركب، لكن الواقع يشير إلى استراتيجية مدروسة تتبعها الشركة منذ عقود، تقوم على التأني وعدم المجازفة في تقديم تقنيات غير ناضجة للمستهلك النهائي.
الهواتف القابلة للطي، رغم جاذبيتها البصرية وتقنيتها المبهرة، واجهت منذ البداية تحديات كثيرة تتعلق بالمتانة وسهولة الاستخدام وطول العمر الافتراضي. العديد من الإصدارات الأولى من هذه الهواتف واجهت مشاكل في الشاشة القابلة للطي، حيث ظهرت شقوق أو خطوط في المنتصف بعد فترات قصيرة من الاستخدام، بالإضافة إلى الأعطال التي تسبب بها الغبار أو المفصلات المعقدة. هنا يظهر الفارق بين آبل وباقي الشركات: فبينما سارعت المنافسة إلى السوق بدافع الريادة، آثرت آبل أن تركز على بناء منتج قادر على تجاوز هذه التحديات من جذورها، حتى وإن كلفها ذلك تأخير الإطلاق لعدة سنوات.
التقارير تشير إلى أن آبل قامت منذ عام 2018 باختبار عشرات النماذج الأولية لأجهزة قابلة للطي، بعضها بتصميم صدفي، وبعضها الآخر بتصميم يشبه الكتاب. كما تعاونت الشركة مع كبار المصنعين مثل LG Display وسامسونج لتطوير شاشات مرنة عالية الجودة، يمكن طيها آلاف المرات دون أن تتأثر ألوانها أو وضوحها. وقد استثمرت آبل في مختبرات خاصة لاختبار قابلية هذه الشاشات على التحمل في ظروف الاستخدام اليومية مثل الحرارة، الرطوبة، التعرق، السقوط العرضي، وغيرها.
أكثر ما يميز آبل هو دقتها في ضبط تفاصيل الأجهزة، حيث تسعى لأن تكون تجربة المستخدم خالية من أي تنازلات، سواء في الملمس أو السرعة أو حتى أبسط تفاصيل الحركة عند طي الجهاز. ولذلك، طورت الشركة مفصلًا ميكانيكيًا معقدًا يمكنه توزيع الضغط بالتساوي على الشاشة عند الطي، ويمنع دخول الغبار أو الشوائب إلى الأجزاء الداخلية، وهو ما يُعد أحد أبرز أسباب فشل الأجهزة القابلة للطي المنافسة في بداياتها.
إضافة إلى ذلك، تعمل آبل على تطوير نسخة مخصصة من نظام التشغيل iOS ليتناسب مع خصائص الجهاز القابل للطي، بحيث يتم استغلال الشاشة الكبيرة بشكل ذكي وعملي. على سبيل المثال، عندما يفتح المستخدم الجهاز، يتحول النظام تلقائيًا إلى وضع عرض مزدوج للتطبيقات، مع إمكانية السحب والإفلات بين النوافذ، واستخدام القلم الذكي للكتابة والرسم والتنقل بين الملفات كما لو أنك تستخدم آيباد صغير. كما تختبر آبل أنماطًا جديدة من التفاعل مع الجهاز عبر الحركات والإيماءات، تتيح للمستخدم طي الجهاز لإغلاق التطبيقات أو فتحه لتفعيل الكاميرا.
أما عن الجانب التجاري، فإن آبل تدرك أن إطلاق هاتف قابل للطي سيكون نقلة نوعية في تاريخ الشركة، ولذلك تسعى لإطلاقه في حدث خاص وفخم، يحظى بتغطية إعلامية ضخمة، ربما مشابه لحفل الإعلان عن أول آيفون عام 2007. ومن المتوقع أن يتم الترويج للهاتف الجديد كمنتج “مستقبلي” يجمع بين الهاتف واللوح الإلكتروني في آنٍ واحد، يستهدف فئة جديدة من المستخدمين الذين يبحثون عن إنتاجية عالية وتجربة فاخرة ضمن تصميم قابل للحمل في الجيب.
ولعل هذا التوجه الجديد يُعد أيضًا جزءًا من خطة آبل طويلة الأمد لتنويع منتجاتها ومواكبة التغيرات السريعة في عادات استخدام الهواتف الذكية، خاصة مع التراجع النسبي في الابتكارات التي يمكن إضافتها إلى الهواتف التقليدية ذات الشاشة الواحدة. فالهاتف القابل للطي يقدم إمكانيات جديدة كليًا للمستخدم، ويعيد تعريف مفهوم “الهاتف المحمول” كما نعرفه، ويمنح الشركات المصنعة مجالًا جديدًا للإبداع والربح والنمو.
وفي النهاية، فإن سياسة آبل القائمة على التأني والاختبارات الدقيقة، رغم انتقاد البعض لها، تبدو أنها تثمر عن منتجات عالية الجودة تحظى برضا العملاء على المدى الطويل. ومع اقتراب موعد إطلاق الآيفون القابل للطي، يبدو أننا على موعد مع مرحلة جديدة من الابتكار، قد تعيد تشكيل مشهد الهواتف الذكية مرة أخرى، وتمنح آبل موقعًا قويًا في عالم الأجهزة القابلة للطي، حتى وإن جاءت متأخرة — لكنها كالعادة، تأتي لتغير اللعبة.
كيف سيؤثر الآيفون القابل للطي على سوق الهواتف الذكية؟
إطلاق آيفون قابل للطي من شأنه إحداث تحول كبير في سوق الهواتف الذكية، تمامًا كما فعل أول آيفون عام 2007. فآبل تملك القدرة على تحديد معايير جديدة وتغيير قواعد اللعبة بفضل شعبية أجهزتها وقوة نظامها البيئي المتكامل.
كما أن دخول آبل هذا السوق سيزيد المنافسة، ويدفع الشركات الأخرى لتقديم تحسينات أكبر في أجهزتها القابلة للطي، سواء من حيث التصميم أو الأداء أو الأسعار. وقد يكون هذا الهاتف بداية لعصر جديد من الأجهزة الذكية التي تجمع بين قوة الهواتف وسعة الشاشات اللوحية، مع الحفاظ على قابلية الحمل والاستخدام اليومي.
هل يمكن أن يكون هذا الهاتف بديلاً للآيباد؟
من النقاط المثيرة التي ناقشها المحللون هو ما إذا كان الآيفون القابل للطي قد يشكل تهديدًا لخط إنتاج الآيباد. فمع وجود شاشة قابلة للفتح بحجم كبير وتعدد مهام متقدم، يمكن للمستخدمين الاعتماد على الهاتف القابل للطي في كثير من وظائف الآيباد، مثل مشاهدة الفيديو، وتدوين الملاحظات، وتصفح الإنترنت، وحتى العمل أثناء التنقل.
ولكن في المقابل، قد تقدم آبل مزايا حصرية لكل فئة، بحيث يكمل الآيفون القابل للطي الآيباد بدلًا من أن يحل محله.
الختام: ما الذي نتوقعه من آبل؟
مع تسريب خريطة طريق آبل، أصبح من الواضح أن الشركة تخطط لدخول مرحلة جديدة من الابتكار في عالم الهواتف الذكية. الآيفون القابل للطي قد يكون بداية لتشكيل جيل جديد من الأجهزة الذكية التي لا تعتمد فقط على الشكل التقليدي للهاتف، بل تدمج بين تقنيات متعددة لابتكار تجربة استخدام أكثر مرونة وذكاءً.
وإذا ما صدقت التسريبات، فإن عام 2026 قد يحمل لنا واحدًا من أكثر المنتجات المرتقبة في تاريخ آبل – الهاتف الذي يجمع بين التصميم المستقبلي وجودة آبل المعهودة.
للمزيد من التفاصيل زوروا موقعنا على الرابط التالي i-phony.com