آيفون 17 برو مقابل آيفون إير: رأي خبير تصوير بعد تجربة ميدانية

منذ أن كشفت شركة آبل عن هاتف آيفون إير إلى جانب آيفون 17 برو، بدأ الجدل بين المستخدمين حول الفارق الفعلي بين الكاميرتين. فبين من يرى أن آيفون إير يقدم أداءً ممتازًا بسعر أقل، ومن يؤكد أن آيفون 17 برو لا يزال متفوقًا بفارق واضح، قرر أحد المصورين المحترفين أن يحسم النقاش بتجربة ميدانية عملية.
المصور، الذي يعمل في مجال التصوير الإعلاني منذ أكثر من عشر سنوات، أجرى مقارنة دقيقة بين الهاتفين في ظروف إضاءة مختلفة، مستخدمًا نفس المشاهد ونفس الإعدادات تقريبًا. النتائج كانت مثيرة للاهتمام وتكشف الكثير عن توجه آبل في فصل الفئة “إير” عن الفئة “برو”.
العدسات: فلسفة تصميم مختلفة
من أول نظرة، يمكن ملاحظة أن آيفون 17 برو يحمل ثلاث عدسات خلفية، بينما يكتفي آيفون إير بعدستين فقط. هذا وحده لا يحسم المعركة، لكن المصور يوضح أن الاختلاف في العدسات يغير طريقة التصوير كليًا.
في آيفون 17 برو، العدسات الثلاث تغطي نطاقًا بصريًا أوسع: عدسة رئيسية بدقة عالية، وعدسة فائقة الاتساع، وعدسة تقريب بصري حقيقي. أما آيفون إير، فيفتقر إلى عدسة التقريب، ويعتمد على تقريب رقمي يفقد بعض التفاصيل.
المصور قال بوضوح: “إذا كنت تصور من بعيد، مثل أثناء السفر أو في المناسبات، ستشعر مباشرة بغياب العدسة المقربة في آيفون إير.”
لكن في المقابل، العدستان الأساسيتان في آيفون إير تقدمان أداءً ممتازًا من حيث الحدة والألوان، خصوصًا في ضوء النهار، ما يجعله خيارًا ممتازًا للمستخدمين الذين يلتقطون صورًا عادية يومية.

الألوان ومعالجة الصور: النغمة تختلف
واحدة من النقاط التي لفتت انتباه المصور هي اختلاف معالجة الألوان بين الهاتفين. فبينما يحافظ آيفون 17 برو على توازن طبيعي ودقيق للألوان أقرب لما تراه العين، يقدّم آيفون إير ألوانًا أكثر دفئًا ووضوحًا، خصوصًا في البشرة والسماء.
آبل استخدمت في آيفون إير معالج الصور نفسه الموجود في شريحة A18، لكن بتعديلات طفيفة في الخوارزميات الخاصة بتدرج الألوان. النتيجة أن الصور من آيفون إير تبدو أكثر “نضارة”، بينما صور آيفون 17 برو أكثر واقعية.
المصور وصف ذلك قائلاً: “آيفون إير يقدّم صورًا جميلة فورًا من دون تعديل، أما آيفون 17 برو فيعطيك قاعدة أدق للتعديل الاحترافي لاحقًا.”
الأداء الليلي: هنا يظهر الفرق الحقيقي
في التصوير الليلي أو الإضاءة المنخفضة، يتفوق آيفون 17 برو بشكل واضح. العدسة الرئيسة الأكبر حجمًا تلتقط ضوءًا أكثر، ومعالج الصور في النسخة البرو يستخدم نطاقًا ديناميكيًا أوسع يقلل من التشويش ويحافظ على التفاصيل.
آيفون إير ما زال يقدم نتائج ممتازة بالنسبة لفئته، لكن في بعض الصور تظهر حدة أقل في التفاصيل الدقيقة، خصوصًا في الخلفيات أو المناطق المظللة.
المصور أوضح أن “الفارق ليس كبيرًا للمستخدم العادي، لكنه واضح جدًا لمن يعمل في التصوير أو التصميم.”
تصوير الفيديو: نقطة قوة البرو
آيفون 17 برو مصمم أيضًا لعشّاق الفيديو. فهو يدعم تصوير فيديوهات بصيغة ProRes ويدمج تقنيات Dolby Vision HDR التي تمنح الفيديو عمقًا وتدرجًا لونيًا دقيقًا جدًا.
أما آيفون إير، فبرغم أنه يسجل فيديوهات 4K ممتازة، إلا أنه لا يدعم صيغة ProRes المخصصة لصناع المحتوى المحترفين. ومع ذلك، المصور يقول إن جودة الفيديو في آيفون إير “تقترب بشكل مدهش من البرو في الإضاءة الجيدة.”
بعبارة أخرى، المستخدم العادي لن يشعر بفرق كبير عند تصوير مقاطع قصيرة أو محتوى لوسائل التواصل، لكن الفرق يصبح واضحًا في الإنتاج الاحترافي.
التركيز التلقائي ومعالجة العمق
ميزة أخرى تُحسب لصالح آيفون 17 برو هي نظام التركيز الليزري LiDAR، الذي يساهم في تحسين دقة العمق في الصور الليلية والبورتريه. هذا النظام غائب عن آيفون إير، ما يجعل العزل في الصور الشخصية أحيانًا أقل دقة في الخلفية.
لكن المصور أشار إلى أن التطور في البرمجيات جعل الفارق أقل مما كان عليه في الأجيال السابقة، قائلاً: “آيفون إير قد لا يملك LiDAR، لكنه يتعامل بذكاء مع العمق عبر الذكاء الاصطناعي داخل النظام نفسه.”
تجربة الاستخدام اليومية
من حيث التجربة العامة، أوضح المصور أن آيفون إير يمنح شعورًا بالخفّة والراحة في اليد، خاصة أثناء التصوير لفترات طويلة. وزنه الأقل يجعله مناسبًا لمن يستخدم الهاتف ككاميرا رئيسية في السفر أو المناسبات.
في المقابل، آيفون 17 برو أثقل قليلًا بسبب الإطار المعدني والعدسات الأكبر، لكنه يعطي إحساسًا بالثبات والاحتراف أثناء التصوير، خصوصًا عند استخدام الحامل أو الجيمبال.
التصوير في التطبيقات الخارجية
نقطة مثيرة لاحظها المصور هي اختلاف معالجة الصور عند استخدام تطبيقات مثل “إنستغرام” أو “تيك توك”. في هذه التطبيقات، يظهر أداء آيفون 17 برو أكثر ثباتًا في الألوان والإضاءة، بينما يعالج آيفون إير الصور بطريقة أبسط قليلاً.
ويرى أن السبب يعود إلى تفاعل التطبيقات مع مكونات الكاميرا والعدسات المختلفة، وليس فقط إلى المعالج أو النظام.
من المستفيد من آيفون إير؟
بحسب تجربة المصور، آيفون إير موجه للمستخدمين الذين يريدون صورًا جميلة مباشرة دون تعديل. فهو يلتقط المشاهد بدقة عالية، ويقدّم ألوانًا لطيفة ومتوازنة، وسهل الحمل والاستخدام.
إذا كنت تلتقط صور العائلة، الرحلات، أو مقاطع قصيرة لمواقع التواصل، فآيفون إير كافٍ تمامًا. سعره الأقل يجعل التجربة أكثر من منطقية.
ومن يحتاج آيفون 17 برو؟
أما إذا كنت من محبي التصوير الاحترافي أو تعمل في مجال الفيديو أو التصميم، فآيفون 17 برو يظل الخيار الأفضل. العدسات الثلاث تمنحك مرونة في الزوايا، وجودة التفاصيل أعلى بوضوح في الإضاءة المنخفضة.
المصور اختصر رأيه بقوله:
“آيفون إير يصور ما تراه العين، أما آيفون 17 برو فيصوّر ما تتخيله العدسة.”
خلاصة المقارنة
في النهاية، المقارنة ليست عن من الأفضل فقط، بل عن من الأنسب لكل مستخدم.
- آيفون 17 برو يتفوّق في العدسات المتعددة، الفيديو الاحترافي، والتصوير الليلي.
- آيفون إير يركّز على البساطة، الألوان الجميلة، وسهولة الاستخدام اليومية.
آبل بذلك نجحت في خلق توازن واضح بين الأداء والسعر، من دون أن تجعل أحد الهاتفين يبدو أقل جودة. بل يمكن القول إن آيفون إير يعيد تعريف الفئة المتوسطة بذكاء.
رأي المصور الأخير
في ختام تجربته، قال المصور إنه فوجئ بمدى تقارب أداء الهاتفين في الضوء الجيد، وأن الفارق بينهما يظهر فقط عند العمل الاحترافي. وأضاف:
“أعتقد أن آبل جعلت آيفون إير خيارًا ذكيًا للمستخدمين الذين لا يحتاجون إلى كل خصائص البرو، لكنهم يريدون صورًا رائعة بأقل تكلفة.”
الخلاصة النهائية
الكاميرا في آيفون 17 برو لا تزال الأقوى في عالم الهواتف الذكية، لكن آيفون إير يقدم تجربة متكاملة تقترب كثيرًا منها. وإذا لم تكن مصورًا محترفًا أو صانع محتوى بدقة عالية، فلن تشعر بفارق كبير بين الجهازين.
في النهاية، اختيار الهاتف يعتمد على نوع المستخدم، لا على المواصفات فقط. فالمهم ليس عدد العدسات أو الأرقام، بل كيف تُترجم الصورة في يدك وفي لحظتك الخاصة.