واتساب على ايفون: خلل يفسد آخر تحديث… هل لاحظته أنت أيضًا؟
من المعتاد أن تأتي تحديثات التطبيقات بتحسينات جديدة، لكن في حالة واتساب على أجهزة ايفون، يبدو أن الأمور لم تسر كما هو متوقع. التحديث الأخير، الذي كان من المفترض أن يجعل تجربة الاستخدام أكثر سلاسة، تسبب لدى عدد كبير من المستخدمين في مشاكل مزعجة، خاصة بعد تثبيته على الإصدارات الحديثة من نظام iOS. فماذا يحدث بالضبط؟ ولماذا يشتكي البعض من التطبيق الأشهر في العالم؟
خلل غامض بعد التحديث الأخير
منذ بداية هذا الأسبوع، لاحظ العديد من مستخدمي واتساب على ايفون أن التطبيق لم يعد يعمل كما يجب. البعض تحدث عن تأخر في تحميل الرسائل، بينما واجه آخرون مشاكل عند فتح المحادثات أو إرسال الوسائط. أكثر شكوى تكررت هي أن التطبيق يتجمد فجأة لثوانٍ طويلة قبل أن يستعيد نشاطه.
المشكلة لا تبدو عامة على كل الأجهزة، لكنها منتشرة بما يكفي لتصبح حديث المنتديات التقنية. تقارير المستخدمين على موقع “ريديت” ومنصات التواصل الاجتماعي أوضحت أن الخلل يظهر بعد تحديث التطبيق إلى آخر إصدار متاح على متجر “آب ستور”.
من المتأثر بالتحديد؟
الخلل يطال في الغالب مستخدمي ايفون 14 وايفون 15، وخاصة من قاموا مؤخرًا بتحديث النظام إلى iOS 18.1. يبدو أن هناك تعارضًا غير محسوب بين الإصدار الجديد للنظام وبعض وظائف التطبيق، خصوصًا المتعلقة بالمزامنة في الخلفية وإدارة الإشعارات.
البعض لاحظ أن المشكلة تزداد حين يتم فتح واتساب بعد فترة طويلة من عدم الاستخدام، إذ يحتاج التطبيق وقتًا طويلًا لإعادة تحميل المحادثات من خوادم الشركة.
تعليقات المستخدمين تكشف حجم الإزعاج
من خلال تصفح تقييمات المستخدمين الأخيرة على متجر التطبيقات، يمكن ملاحظة غضب واضح من جمهور واتساب. أحد التعليقات كتب فيه صاحبه:
“التطبيق أصبح بطيئًا لدرجة غير معقولة بعد التحديث الأخير، لم أعد أستطيع إرسال الصور بسرعة مثل قبل.”
بينما قال آخر:
“أواجه مشكلة في إشعارات الرسائل الجديدة، لا تصلني إلا بعد أن أفتح التطبيق يدويًا. هذا مزعج جدًا في العمل.”
وتكررت شكاوى مشابهة عن توقف المكالمات المفاجئ أو بطء واجهة التطبيق، خصوصًا عند تصفح الدردشات الجماعية الكبيرة.
هل المشكلة من آبل أم من واتساب؟
السؤال الذي يطرحه الجميع الآن: هل الخلل من تطبيق واتساب نفسه، أم من نظام ايفون؟
بحسب التحليلات الأولية من خبراء التقنية، يبدو أن التحديث الجديد لنظام iOS غيّر بعض آليات إدارة التطبيقات في الخلفية، ما تسبب في تعارض مع طريقة عمل واتساب. التطبيق يعتمد بشكل كبير على مزامنة البيانات اللحظية، وأي تغيير بسيط في الأذونات أو نظام الإشعارات قد يسبب خللًا واسعًا.
لكن في المقابل، بعض التقارير تشير إلى أن نسخة واتساب الحالية تحتوي على خطأ برمجي داخلي يجعل التطبيق يستهلك ذاكرة أكثر من اللازم، مما يؤدي إلى البطء أو التجميد.
رد شركة واتساب على المشكلة
حتى الآن، لم تصدر واتساب بيانًا رسميًا حول الخلل، لكنها أرسلت تحديثًا طفيفًا (إصدار 24.20.72) لبعض المستخدمين كاختبار مبدئي لمعالجة المشكلة. من المتوقع أن يتم إطلاق تحديث أوسع خلال الأيام القادمة، خاصة بعد أن تضاعفت الشكاوى في آخر 48 ساعة.
فريق الدعم في الشركة نصح المستخدمين عبر البريد الإلكتروني بحذف التطبيق وإعادة تثبيته كحل مؤقت، لكن هذا الإجراء لا يناسب الجميع، لأن البعض يخشى فقدان المحادثات رغم النسخ الاحتياطي.
خطوات لتخفيف المشكلة مؤقتًا
حتى وصول التحديث الرسمي، يمكن للمستخدمين تجربة بعض الخطوات البسيطة لتحسين الأداء:
- إعادة تشغيل الهاتف بالكامل: خطوة بسيطة لكنها تحل الكثير من المشاكل المؤقتة.
- إيقاف تحديث التطبيقات في الخلفية من الإعدادات، لتخفيف الضغط على النظام.
- تحديث النظام إلى أحدث نسخة متاحة من iOS، إذ إن بعض المستخدمين أشاروا إلى أن تحديثًا فرعيًا خفف من المشكلة.
- تسجيل الخروج من واتساب ثم الدخول مجددًا قد يعيد المزامنة إلى حالتها الطبيعية.
- تجنب استخدام ميزة النسخ الاحتياطي التلقائي أثناء الدردشة لأنها تزيد من بطء الأداء.
كيف يؤثر هذا الخلل على تجربة المستخدم؟
واتساب هو تطبيق يعتمد عليه ملايين الأشخاص في العمل والحياة اليومية، لذلك أي تأخير أو خلل في الإشعارات يخلق توترًا حقيقيًا. في بيئة مهنية، قد يعني ذلك فقدان رسائل مهمة أو تأخر الردود في الاجتماعات. أما في الاستخدام الشخصي، فيفقد التطبيق سلاسته المعهودة التي اعتاد عليها مستخدمو ايفون.
بعض المستخدمين قالوا إنهم اضطروا مؤقتًا إلى استخدام نسخة واتساب ويب على الحاسوب لتجنب بطء الهاتف، بينما لجأ آخرون إلى تطبيقات بديلة مثل “تليغرام” أو “سيغنال” مؤقتًا.
رأي الخبراء: مشكلة مؤقتة لكنها مزعجة
المختصون في أنظمة الهواتف الذكية يتفقون على أن ما يحدث ليس خطيرًا من الناحية التقنية، بل هو نتيجة طبيعية لمرحلة التوافق بين نظام iOS 18 وتطبيقات الطرف الثالث.
عادة ما تظهر مثل هذه الأخطاء في الأسابيع الأولى بعد كل تحديث كبير، ثم تختفي تدريجيًا مع التحديثات الفرعية.
لكن الغريب في حالة واتساب هو أن الخلل طال فئة واسعة من المستخدمين في وقت قصير، ما يشير إلى وجود مشكلة في طريقة تعامل التطبيق مع بعض إعدادات النظام الداخلية مثل “App Refresh” و”Push Notifications”.
تأثير المشكلة على سمعة واتساب
رغم أن واتساب يبقى التطبيق الأكثر استخدامًا في العالم، إلا أن تكرار الأعطال بعد التحديثات الأخيرة بدأ يزعج المستخدمين المخلصين للشركة.
فمنذ بداية 2025، واجه التطبيق أكثر من ثلاث مشكلات تقنية مرتبطة بأجهزة ايفون، من بينها خلل الصوت في المكالمات ومشكلة استهلاك البطارية الزائد.
هذا النوع من الأعطال الصغيرة، حتى وإن كان مؤقتًا، يترك انطباعًا سلبيًا لدى المستخدمين الذين يتوقعون أداءً مستقرًا على أجهزتهم عالية الثمن.
ماذا يمكن أن نتوقع في التحديث القادم؟
بحسب المعلومات التي تم رصدها من النسخة التجريبية لتطبيق واتساب بيتا على iOS، تعمل الشركة حاليًا على إعادة برمجة نظام الإشعارات بالكامل ليصبح أكثر توافقًا مع تحديثات آبل الأخيرة.
كما تم رصد تحسينات في طريقة تحميل الصور والفيديوهات في المحادثات، وهو ما قد يحل مشكلة التجميد بشكل نهائي.من المرجح أن يصدر التحديث الجديد خلال الأسبوع القادم، وسيكون حجمه صغيرًا نسبيًا لكنه موجّه تحديدًا لإصلاح هذا الخلل.
ما يحدث الآن مع واتساب على ايفون هو مثال كلاسيكي على التحديات التقنية التي تواجه تطبيقات كبرى بعد تحديثات النظام. المشكلة مزعجة لكنها ليست دائمة، ومن المتوقع أن يتم إصلاحها قريبًا.
إلى أن يحدث ذلك، يُنصح المستخدمون بالتحلي بالصبر، وتجنب حذف التطبيق دون نسخ احتياطي للمحادثات، والاعتماد مؤقتًا على الحلول البسيطة المذكورة أعلاه.
في النهاية، يبقى واتساب جزءًا أساسيًا من حياة الملايين، وأي خلل فيه مهما كان صغيرًا، يذكّرنا بمدى اعتمادنا اليومي على التكنولوجيا… حتى في أبسط لحظات التواصل.