الأجهزة والمقارنات

هل يُعيد آيفون 17 سيناريو آيفون 14؟ القلق يتزايد قبل الإطلاق

مع اقتراب موعد الكشف الرسمي عن هاتف آيفون 17 من شركة آبل، تتزايد التكهنات بين المستخدمين والمراقبين حول ما إذا كان هذا الإصدار الجديد سيشكل نقلة نوعية فعلية، أم أنه سيكون مجرد تحديث بسيط لا يرقى إلى طموحات المستخدمين، تمامًا كما حدث مع آيفون 14 قبل عدة أعوام .ففي عام 2022، تعرّضت آبل لانتقادات واسعة بعد إطلاق آيفون 14، حيث وُصف الهاتف بأنه مخيب للآمال وغير مختلف بشكل كافٍ عن سلفه آيفون 13. واليوم، يعود هذا القلق من جديد: هل يُعيد آيفون 17 سيناريو آيفون 14؟ أم أن آبل ستفاجئ الجميع بخطوة جريئة ومبتكرة؟

ماذا حدث مع آيفون 14؟

عند إطلاق آيفون 14، لم يشعر المستخدمون بوجود تغييرات تذكر مقارنة بآيفون 13، خاصة في النسخة العادية من الجهاز. فالمعالج كان نفسه (A15 Bionic)، والشكل لم يتغير تقريبًا، وحتى الكاميرا لم تشهد قفزة حقيقية. البعض قال إن الهاتف بدا وكأنه إعادة تغليف للجيل السابق. هذا الأمر انعكس سلبًا على مبيعات الهاتف، خاصة في الدول التي ترتفع فيها تكلفة الهواتف الذكية، إذ فضّل كثيرون الاحتفاظ بهواتفهم القديمة بدلًا من الترقية.

آبل في ذلك الوقت ركّزت على تقديم مزايا حقيقية فقط في نسخ “Pro”، مثل الكاميرا الرئيسية بدقة 48 ميجابكسل وميزة Dynamic Island، بينما بقيت النسخ العادية فقيرة بالتطوير، ما تسبب بإحباط شريحة واسعة من جمهورها.

هل آيفون 17 يسير في الاتجاه ذاته؟

اليوم، ومع تداول التسريبات الخاصة بآيفون 17، هناك مؤشرات مقلقة تدفع البعض للاعتقاد أن آبل قد تكرر نفس النمط: تغييرات سطحية، تركيز على فئات “Pro”، وتجاهل تطوير الفئة الأساسية. فبحسب تقارير مسربة من سلسلة التوريد، يبدو أن آبل ستحافظ على نفس التصميم العام للهيكل، مع تعديلات طفيفة فقط على حجم الشاشة والحواف. يُقال مثلًا إن آيفون 17 العادي سيحصل على شاشة أصغر قليلًا وأخف وزنًا، ولكن من دون تغييرات حقيقية في المعالج أو الكاميرا أو تجربة الاستخدام.

هذا المقال قد يهمك أيضا: اضغط لفتحه
انخفاض سعر ايفون 15 Pro بعد إطلاق ايفون 16: هل هي صفقة رابحة؟

ما يثير القلق بشكل أكبر هو الحديث عن استخدام نفس معالج A18 في كل من آيفون 16 وآيفون 17 العادي، مع حصر معالج A19 الأقوى في فئة “Pro”، ما يعني تكرار ما حدث سابقًا مع معالجات A15 وأجهزة آيفون 13 وآيفون 14.

الذكاء الاصطناعي: ميزة النخبة فقط؟

في ظل التسارع العالمي لاعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي على الهواتف الذكية، تشير معظم المصادر إلى أن آبل تُخطط لتقديم مجموعة من أدوات الذكاء الاصطناعي ضمن نظام iOS 18، تحت ما يُعرف بـ “Apple Intelligence”. لكن المفاجأة المحبطة أن هذه الميزات قد تكون حصرية فقط لفئة آيفون 17 Pro أو Ultra، وهو ما سيُقصي ملايين المستخدمين من التجربة الجديدة، إذا ما كانوا يستخدمون النسخة العادية من الهاتف.

وبينما تعلن شركات مثل سامسونغ وجوجل عن دمج الذكاء الاصطناعي في كافة فئات هواتفها، فإن حصر هذه التقنيات في فئة واحدة لدى آبل يُعد خطأ استراتيجيًا قد يبعد المستخدمين عن اقتناء النسخة الأساسية من آيفون.

ما الذي نتوقعه من آيفون 17 فعلًا؟

رغم المخاوف، فإن هناك بعض الآمال المرتبطة بما يمكن أن يُقدّمه آيفون 17. أبرزها:

  • تصميم جديد أخف: تسريبات عدة أشارت إلى أن آيفون 17 سيحصل على تصميم أكثر خفّة، وربما باستخدام مادة جديدة مثل الألمنيوم المعاد تدويره أو التيتانيوم خفيف الوزن.
  • تحسينات في الكاميرا الأمامية: ركّزت آبل في السنوات الأخيرة على تطوير الكاميرات الخلفية، لكن هناك إشارات إلى أن آيفون 17 سيحصل على كاميرا أمامية جديدة محسّنة خصيصًا لتصوير الفيديوهات القصيرة والبث المباشر.
  • تحسين عمر البطارية: هناك وعود بأن الجيل الجديد من البطاريات في آيفون 17 سيقدّم أداءً أفضل، مع شحن أسرع وتقليل من مشكلات ارتفاع الحرارة.
هذا المقال قد يهمك أيضا: اضغط لفتحه
ما هو أفضل هاتف آيفون في يونيو 2025؟ إليك الدليل الكامل لاختيار الأنسب لك

لكن رغم هذه التحديثات، فإن معظمها لا يُعتبر “قفزة تقنية”، بل تحسينات معتادة تُضاف كل عام، ما يفتح الباب مجددًا للسؤال: هل هذا كافٍ لتبرير تسمية الجهاز بجيل جديد؟

المقارنة مع المنافسين

من المهم هنا النظر إلى ما يفعله المنافسون في الوقت نفسه. سامسونغ، على سبيل المثال، تستعد لإطلاق سلسلة Galaxy S25، والتي ستعتمد بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي في الكاميرا، الترجمة، المساعد الذكي، وتعديل الصور والفيديوهات. جوجل من جهتها، تضيف باستمرار تقنيات ذكاء اصطناعي في هواتفها Pixel بأسعار أقل.

فهل يمكن لآيفون 17 بنسخته العادية، وبمواصفات “محافظة”، أن يقف في وجه هذه الطفرة التقنية؟

تجربة المستخدم هي الفيصل

 هاتف آيفون 17 من شركة آبل

في نهاية المطاف، يبقى المستخدم هو الحكم النهائي. إذا شعر بأن آيفون 17 يُقدّم له قيمة حقيقية وتجربة أفضل، فسيتحمّس للترقية. أما إذا وجد أن الجهاز لا يختلف كثيرًا عن آيفون 16 أو حتى آيفون 15، فسيؤجل الشراء، وربما يبدأ بالنظر إلى خيارات أخرى من الشركات المنافسة.

وقد بات المستخدمون اليوم أكثر وعيًا واطلاعًا على المواصفات التقنية، ولم يعودوا يقبلون بمجرّد تغييرات شكلية أو تحديثات بسيطة تُباع بأسعار مرتفعة.

هل يمكن أن تفاجئنا آبل؟

رغم التحفظات، لا تزال هناك فرصة أن تُفاجئ آبل الجميع. فالشركة معروفة بالتكتم الشديد على تفاصيل أجهزتها، وقد تحتفظ ببعض الميزات الحصرية التي لم يتم تسريبها بعد. هناك تكهنات مثلًا بأن آيفون 17 قد يحصل على مستشعر جديد لقياس درجة حرارة الجسم، أو عدسة جديدة قابلة للتعديل البصري، أو حتى واجهة مستخدم متجددة بالكامل في iOS 18.

ولكن حتى ذلك الحين، تبقى هذه مجرد توقعات وأمنيات، ولا يمكن الاعتماد عليها حتى يتم الإعلان الرسمي عن الجهاز في سبتمبر المقبل.

هذا المقال قد يهمك أيضا: اضغط لفتحه
مقارنة آيفون 14 وآيفون 14 برو ونسخ بلس وماكس مع الخصائص والأسعار، أيها أفضل لك؟

آيفون 17… أمام مفترق طرق

آبل اليوم تقف على مفترق طرق حقيقي. فإما أن تُقدّم آيفون 17 كتجربة مبتكرة ومتكاملة تُعيد الثقة لجمهورها وتثبت ريادتها، أو تُعيد تكرار سيناريو آيفون 14، مع تحديثات سطحية لا تُقنع أحدًا.

المنافسة اليوم لم تعد تحتمل التكرار، والمستخدم بات يتوق للابتكار الحقيقي، لا التجميل التسويقي. لذلك، فإن آيفون 17 ليس مجرد هاتف جديد، بل اختبار حاسم لمدى استعداد آبل للعودة إلى طريق الريادة، أو البقاء في دائرة “التحسينات البسيطة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *