شاشة آيفون فولد تبدأ رحلتها: سامسونج تدخل خط الإنتاج رسميًا

في خطوة مفاجئة ومثيرة لعالم التقنية، كشفت تقارير موثوقة أن شركة سامسونج ديسبلاي (Samsung Display) بدأت رسميًا إنتاج شاشات OLED قابلة للطي خصيصًا لشركة آبل. هذه الشاشات سيتم استخدامها في أول هاتف آيفون قابل للطي، والمتوقع إطلاقه في عام 2026. هذا التعاون بين شركتي آبل وسامسونج – اللتين تُعدان من أبرز المنافسين في سوق الهواتف الذكية – يفتح آفاقًا جديدة في عالم التكنولوجيا المحمولة، ويشير إلى دخول آبل رسميًا إلى عالم الأجهزة القابلة للطي بعد سنوات من التكهنات والتسريبات.

لماذا سامسونج تحديدًا؟

اختارت آبل سامسونج كشريك أساسي لتزويدها بشاشات OLED القابلة للطي لعدة أسباب تقنية وتجارية مهمة:

1. الخبرة الطويلة: تعتبر سامسونج من الشركات الرائدة عالميًا في تصنيع الشاشات القابلة للانحناء، حيث أطلقت عدة أجهزة ناجحة ضمن سلسلة Galaxy Z Fold وZ Flip.
2. الجودة العالية: الشاشات المنتجة لسلسلة آيفون الجديدة ستعتمد على تقنيات متقدمة تقلل التجاعيد عند الطي، وهو ما تسعى آبل لتقديمه بشكل مثالي.
3. الإنتاج الضخم: لدى سامسونج القدرة على تلبية طلب آبل الضخم، إذ أنشأت خط إنتاج مخصص في مصنعها بمدينة “آسان” بكوريا الجنوبية بطاقة إنتاجية تقدر بـ15 مليون وحدة سنويًا.

تفاصيل الشاشات الجديدة

وفقًا للتقارير التقنية، فإن الشاشات التي تُنتَج حاليًا لآبل ستبلغ مساحتها نحو 7.6 بوصة عند فتحها بالكامل، وتدعم تقنية OLED مع تحسينات في مقاومة الانثناء وتقليل آثار الطي أو التشقق في منتصف الشاشة. وستكون هذه الشاشات من النوع المخصص لأجهزة قابلة للفتح مثل الكتاب، كما هو الحال مع هواتف Galaxy Z Fold من سامسونج.

متى سنرى الآيفون القابل للطي؟

من المتوقع أن يتم إطلاق الآيفون القابل للطي في النصف الثاني من عام 2026، على الأرجح خلال مؤتمر آبل السنوي في سبتمبر. ومع بدء الإنتاج المبكر للشاشات في يوليو 2025، سيكون لدى آبل وقت كافٍ لاختبار الجهاز وتحسين جميع مكوناته قبل الإطلاق الرسمي.

المواصفات المتوقعة للآيفون القابل للطي

رغم أن آبل لم تُعلن رسميًا عن أي تفاصيل حول المواصفات، إلا أن بعض المصادر الموثوقة كشفت بعض المعلومات المتوقعة للجهاز، ومنها:

• الشاشة الداخلية: OLED بقياس 7.6 بوصة.
• الشاشة الخارجية: شاشة صغيرة بقياس 5.5 بوصة للاستخدام أثناء طي الجهاز.
• المعالج: شريحة A20 أو A21 المستقبلية.
• نظام التشغيل: iOS معدل خصيصًا للأجهزة القابلة للطي.
• التخزين: خيارات تبدأ من 256 جيجابايت حتى 1 تيرابايت.
• الكاميرا: نظام تصوير متطور بعدستين أو ثلاث عدسات.
• السعر المتوقع: يبدأ من 2000 دولار أمريكي.

آبل تدخل المنافسة في الوقت المناسب

دخلت شركات مثل سامسونج وهواوي وأوبو وشاومي إلى سوق الهواتف الذكية القابلة للطي خلال السنوات القليلة الماضية، في محاولة للاستحواذ على الريادة التقنية وتقديم شكل جديد من الهواتف يعيد تعريف الاستخدام اليومي. ورغم أن هذه الشركات خطت خطوات جادة نحو الابتكار، فإن النتائج التي تم تحقيقها حتى الآن لم ترقَ إلى المستوى المثالي الذي يطمح إليه المستخدم النهائي، خاصة عندما يتعلق الأمر بالاعتمادية على المدى الطويل وتجربة الاستخدام الفعلية.

فشركة سامسونج، الرائدة في هذا المجال، أطلقت أول هاتف قابل للطي من طراز Galaxy Fold في عام 2019، لكن الإصدار الأول واجه مشكلات واضحة تتعلق بصلابة المفصل، وحماية الشاشة الداخلية، وسرعة ظهور التجاعيد في منتصف الشاشة. ورغم التحسينات الكبيرة التي أدخلتها الشركة على الأجيال التالية مثل Z Fold 3 وZ Fold 5، إلا أن كثيرًا من المستخدمين ما زالوا يلاحظون ظهور تجاعيد واضحة في منطقة الطي، وهو ما يُعد نقطة ضعف جوهرية في التصميم.

أما شركة هواوي، فقد قدمت هواتف مثل Mate X وMate Xs بتصميم مختلف يعتمد على الطي للخارج بدلاً من الداخل، لكنها واجهت تحديات أكبر في مجال الحماية من الخدوش والكسر، نظرًا لكون الشاشة القابلة للطي مكشوفة من الجهتين. كما أن غياب خدمات Google عن هواتف هواوي بسبب العقوبات الأمريكية شكّل عقبة إضافية أمام انتشارها عالميًا، رغم جمالية التصميم وقوة العتاد.

من جهتها، حاولت شركتا أوبو وشاومي تقديم نسخ قابلة للطي بأسعار أكثر تنافسية، وتصاميم مبتكرة توازن بين قابلية الاستخدام والحجم، مثل هاتف Xiaomi Mix Fold وOppo Find N، إلا أن هذه الأجهزة بقيت محدودة الانتشار خارج الأسواق الآسيوية، ولم تنجح في بناء قاعدة جماهيرية عالمية كما هو الحال مع هواتف آيفون أو حتى هواتف سامسونج الرائدة.

وهنا يأتي دور آبل، التي لا تطلق منتجًا جديدًا حتى تتأكد من نضوج التكنولوجيا واستقرار التجربة للمستخدم النهائي. ومع اختيارها سامسونج لتصنيع الشاشات، يبدو أن الشركة تخطط لإطلاق هاتف قابل للطي يتفوق في التصميم والجودة على كل المنافسين.

التحديات أمام آيفون القابل للطي

رغم الحماس الكبير، إلا أن هناك تحديات عديدة أمام نجاح هذا الجهاز:

1. السعر المرتفع: بسعر متوقع يتجاوز 2000 دولار، سيكون الهاتف خارج متناول شريحة واسعة من المستخدمين.
2. المنافسة القوية: شركات مثل سامسونج وهواوي لديها خبرة سنوات في هذا المجال، وقد تُطلق إصدارات أحدث في نفس توقيت إصدار آيفون القابل للطي.
3. التحفظ تجاه الأجهزة القابلة للطي: بعض المستخدمين لا يزالون مترددين بشأن كفاءة الأجهزة القابلة للانحناء، سواء من ناحية المتانة أو فائدة الشكل الجديد.

هل يمكن أن تنجح آبل في سوق الهواتف القابلة للطي؟

الإجابة المختصرة: نعم، وبقوة.

عندما تدخل آبل سوقًا معينًا، فإنها عادةً ما تحدث تغييرات جذرية. رأينا ذلك مع الآيفون الأول، والآيباد، وحتى مع معالجات Apple Silicon. وفي حالة الآيفون القابل للطي، يبدو أن آبل تراهن على تقديم تجربة مختلفة تمامًا، تعتمد على:

• تصميم أنيق خالٍ من التجاعيد.
• مفصل قوي يتحمل آلاف عمليات الطي.
• تكامل سلس مع نظام iOS.
• دعم مطورين لتطبيقات تستفيد من الشاشة الكبيرة.

آبل وسامسونج: شراكة رغم التنافس

رغم التنافس الشديد بين الشركتين، إلا أن العلاقة بين آبل وسامسونج ليست جديدة في مجال التوريد. سامسونج كانت ولا تزال المزود الأساسي لشاشات OLED المستخدمة في العديد من إصدارات آيفون السابقة، والآن تُوسّع دورها لتشمل الشاشات القابلة للطي أيضًا.هذا التعاون يعكس مدى نضوج الصناعة التقنية، حيث لا يعود التنافس عائقًا أمام التعاون إذا ما كان ذلك يخدم الطرفين والمستخدم النهائي.

إعلان بدء سامسونج في إنتاج شاشات OLED القابلة للطي لأول آيفون مرن يمثل حدثًا مفصليًا في صناعة الهواتف الذكية. بعد سنوات من الانتظار، يبدو أن حلم الآيفون القابل للطي يقترب من أن يصبح حقيقة. وباختيار آبل لشركة سامسونج الرائدة في مجال الشاشات، فإننا أمام شراكة قد تغيّر قواعد اللعبة، وتعيد تعريف مفهوم الهاتف الذكي.

إذا كنت من عشّاق آبل، فإن عام 2026 سيكون عامًا تاريخيًا، حيث قد يحمل أول جهاز يجمع بين مرونة الشاشة، أناقة التصميم، وقوة الأداء. ترقبوا، فالمستقبل بدأ يُطوى أمام أعيننا.