أخبار

ساعة Apple Watch و آيفون: آبل تؤكد أنهما سيفقدان ميزة مهمة في أوروبا لأول مرة

في خطوة غير معتادة، أعلنت شركة آبل رسميًا أن بعض طرازات آيفون وApple Watch ستفقد ميزة رئيسية داخل الاتحاد الأوروبي. وذلك استجابة لتغييرات جديدة في القوانين التقنية الأوروبية.
الخبر أثار الكثير من التساؤلات بين المستخدمين. خاصة أن هذه هي المرة الأولى التي تضطر فيها آبل إلى تعطيل وظيفة أساسية في منتجاتها داخل منطقة معينة.

الشركة وصفت القرار بأنه “إجراء مؤقت”. لكنها لم تحدد متى أو كيف ستعود الميزة لاحقًا. ما جعل المستخدمين يشعرون بالقلق حول مستقبل التكامل بين أجهزة آبل المختلفة في أوروبا.

ما هي الميزة التي سيتم تعطيلها بين ايفون و Apple Watch؟

الميزة التي ستتوقف في أوروبا هي مشاركة البيانات الصحية الدقيقة بين آيفون وساعة Apple Watch. والمعروفة ضمن النظام باسم “قياسات اللياقة المتقدمة”.
تشمل هذه الخاصية مؤشرات مثل معدل الأكسجين في الدم. وتتبع ضربات القلب المتقدمة، وبيانات التدريب الرياضي التي تعتمد على خوارزميات طبية.

بحسب بيان آبل، فإن السبب يعود إلى “تغييرات في البيئة التنظيمية الأوروبية”. والتي تتطلب اعتمادًا جديدًا للأجهزة التي تستخدم تقنيات استشعار صحية ذات حساسية طبية.
بكلمات أبسط، الاتحاد الأوروبي أصبح يشترط الآن تراخيص إضافية لكل ميزة تُعتبر ذات طابع طبي، حتى لو كانت جزءًا من منتج تجاري.

لماذا قررت آبل تعطيلها بدل تعديلها في Apple Watch؟

آبل أكدت أنها لن تزيل الميزة من النظام كليًا، بل ستقوم بتعطيلها مؤقتًا للمستخدمين في دول الاتحاد الأوروبي فقط.
السبب الرئيسي هو أن عملية إعادة اعتماد المستشعرات الصحية في الأجهزة تحتاج وقتًا طويلًا وإجراءات معقدة، وهو ما يجعل الشركة تفضل التوقف مؤقتًا بدل مواجهة غرامات أو انتهاكات قانونية.

المشكلة ليست في التقنية نفسها، بل في تصنيفها القانوني.
الاتحاد الأوروبي يعتبر بعض ميزات Apple Watch – مثل قياس الأكسجين في الدم – من فئة “الأجهزة الطبية”، وليس “الملحقات الاستهلاكية”، وبالتالي تحتاج لموافقة خاصة.

هذا المقال قد يهمك أيضا: اضغط لفتحه
الطلب القوي على آيفون 17 يرفع قيمة أبل إلى المركز الثاني عالميًا

أي الأجهزة سيتأثر؟

وفقًا لآبل، فإن الأجهزة المتأثرة تشمل:

الميزة ستُغلق تلقائيًا بعد تحديث برمجي قادم مخصص للسوق الأوروبية.
وبذلك، لن يتمكن المستخدم من رؤية بيانات الأكسجين أو التنبيهات المتقدمة المتعلقة بالصحة، لكن باقي وظائف الساعة – مثل تتبع النشاط والنوم والخطوات – ستظل تعمل بشكل طبيعي.

apple watch serie 9 بالوان مختلفة

هل سيتأثر المستخدمون في باقي الدول؟

الخبر السار أن هذا التغيير يخص فقط المستخدمين داخل الاتحاد الأوروبي.
ففي باقي المناطق، بما في ذلك الشرق الأوسط والولايات المتحدة وآسيا، ستظل الميزة متاحة كما هي.

لكن مع ذلك، قد يواجه بعض المسافرين من أوروبا مشكلة مؤقتة، إذ ستتوقف الميزة تلقائيًا عند دخول منطقة الاتحاد الأوروبي، ثم تعود للعمل بعد مغادرتها.
وهذا يعني أن النظام أصبح مرتبطًا بموقع الجهاز الجغرافي وليس بالحساب فقط.

خلفية قانونية وراء القرار

لفهم ما يجري، يجب العودة إلى القوانين الأوروبية الجديدة الخاصة بالذكاء الاصطناعي والتقنيات الصحية.
الاتحاد الأوروبي أقرّ تشريعات صارمة تحكم استخدام المستشعرات الحيوية، خاصة تلك التي تجمع بيانات طبية مثل نبض القلب أو الأكسجين في الدم.

هذه القوانين تهدف إلى حماية خصوصية المستخدم وضمان دقة البيانات، لكنها في المقابل تفرض متطلبات معقدة على الشركات.
آبل، رغم امتلاكها شهادات أمان متقدمة، لم تكمل بعد الإجراءات التنظيمية اللازمة للحصول على ترخيص رسمي للأجهزة ضمن فئة “الطب الرقمي”.

وبسبب ذلك، قررت الشركة اتخاذ طريق الحذر وتعطيل الميزة مؤقتًا بدل المخاطرة بمخالفات قد تكلّفها ملايين الدولارات.

ردود الفعل بين مستخدمين ايفون و Apple Watch

ردود الفعل على القرار كانت متفاوتة.
فالكثير من المستخدمين في أوروبا أعربوا عن استيائهم لأنهم اشتروا الأجهزة بثمن مرتفع جزئيًا بسبب ميزاتها الصحية المتقدمة.
البعض وصف القرار بأنه “تراجع في تجربة آبل”، فيما اعتبر آخرون أنه إجراء مسؤول لحماية المستخدمين والالتزام بالقانون.

هذا المقال قد يهمك أيضا: اضغط لفتحه
خلفيات ايفون و ايباد تظهر جمال الطبيعة الخضراء

وفي منصات التواصل الاجتماعي، انتشرت تساؤلات حول ما إذا كانت آبل ستعوّض المستخدمين المتضررين أو تقدم بدائل مؤقتة.
حتى الآن، لم تذكر الشركة أي خطط لتعويضات، لكنها أكدت أنها تعمل على “حل دائم” لاستعادة الوظيفة في أقرب وقت ممكن.

آبل تحاول الحفاظ على صورتها

رغم أن القرار جاء اضطراريًا، إلا أن آبل تعاملت معه بحذر شديد في بياناتها الرسمية.
الشركة شددت على أنها ملتزمة تمامًا باللوائح الأوروبية، وأنها لا تزال ترى في أوروبا “سوقًا أساسيًا” لمنتجاتها.

كما أكدت أن حماية خصوصية المستخدم تبقى أولوية قصوى، وأن جميع البيانات الصحية التي تم جمعها سابقًا ستظل مشفّرة ومخزنة بأمان في حسابات iCloud.
بمعنى آخر، البيانات القديمة لن تُحذف، بل فقط سيُوقف التحديث المباشر لها مؤقتًا.

التحليل التقني: ماذا يعني هذا للمستقبل؟

من الناحية التقنية، هذا القرار يفتح الباب أمام سؤال أكبر:
هل يمكن للتشريعات الأوروبية أن تحدّ من تطور الأجهزة الذكية؟

في حالة آبل، يبدو أن الشركة ستضطر مستقبلاً لتقسيم ميزاتها حسب المناطق.
بمعنى أن بعض الميزات الصحية أو الذكية قد تصبح محصورة في أسواق معينة، بينما تُستبعد من أخرى لأسباب قانونية.

وهذا النموذج سيؤثر على طريقة تطوير النظام، لأن المهندسين سيكونون مضطرين لتخصيص نسخ متعددة من نفس البرمجيات، وهو أمر معقد ومكلف.

موقف الاتحاد الأوروبي

من جانبه، أكد المتحدث باسم المفوضية الأوروبية أن القوانين الجديدة ليست موجّهة ضد آبل تحديدًا، بل تهدف إلى “توفير معايير موحدة لجميع الأجهزة التي تجمع بيانات طبية.”
وأضاف أن أي شركة يمكنها الاستمرار في تقديم هذه الخدمات بعد استيفاء المتطلبات التنظيمية.

هذا يعني أن الكرة الآن في ملعب آبل، وعليها تسوية الجوانب القانونية لتعيد الميزة للمستخدمين في أقرب وقت.

هذا المقال قد يهمك أيضا: اضغط لفتحه
آبل واتش لا تقبل الشحن إلا بالشواحن الأصلية المصنعة من آبل

هل يمكن تفعيل الميزة في ايفون و Apple Watch بطرق غير رسمية؟

كالعادة، بدأت بعض المنتديات التقنية تتحدث عن إمكانية إعادة تفعيل الميزة عبر طرق غير رسمية أو عبر استخدام حسابات من خارج الاتحاد الأوروبي.
لكن آبل حذّرت بشدة من هذه الطرق، مؤكدة أن التعطيل سيتم من النظام نفسه ولن يكون قابلاً للتحايل، لأن المستشعرات ستتوقف عن العمل بمجرد تحديد موقع الجهاز داخل المنطقة الأوروبية.

كما أن أي محاولة لتجاوز القيود قد تؤثر على أداء النظام أو تلغي الضمان الرسمي للجهاز.

تأثير القرار على سوق Apple Watch

القرار جاء في وقت يشهد فيه سوق الأجهزة القابلة للارتداء تنافسًا قويًا، خاصة بين آبل وسامسونغ وهواوي.
وبما أن ميزات الصحة تمثل العنصر الأساسي في تسويق هذه الأجهزة، فإن تعطيلها مؤقتًا في أوروبا قد يمنح المنافسين فرصة لاجتذاب بعض المستخدمين.

سامسونغ، على سبيل المثال، تمتلك مستشعرات مشابهة في ساعاتها، لكنها تعمل ضمن تراخيص مختلفة في الاتحاد الأوروبي، ما يجعلها غير متأثرة بالقرار الحالي.

ما الذي يمكن أن تفعله آبل لاحقًا؟

آبل لا تُحب التراجع، ومن المتوقع أن تعمل بسرعة لإعادة اعتماد ميزاتها الصحية ضمن اللوائح الأوروبية الجديدة.
آبل تمتلك فريقًا قانونيًا وتقنيًا ضخمًا في أوروبا، ومن المرجّح أن تُصدر تحديثًا يعيد تشغيل الميزة خلال الأشهر المقبلة بعد الحصول على الموافقات اللازمة.

إضافة إلى ذلك، قد تعيد آبل تصميم طريقة معالجة البيانات الصحية بحيث يتم تحليلها على الجهاز فقط، دون إرسالها إلى السحابة، لتجنّب أي تعقيدات قانونية مستقبلًا.

الخلاصة

قرار آبل بتعطيل ميزة تتبع الصحة المتقدمة في Apple Watch وآيفون داخل أوروبا يُعتبر سابقة في تاريخ الشركة.
لكن في الوقت نفسه، هو انعكاس مباشر لتغير البيئة التنظيمية التقنية حول العالم.

هذا المقال قد يهمك أيضا: اضغط لفتحه
بالصور.. كيف تستخدم اللمس ثلاثي الأبعاد على آيفون

الخطوة قد تبدو مزعجة للمستخدمين، لكنها مؤقتة على الأرجح.
آبل لا يمكنها تجاهل سوق كبير مثل الاتحاد الأوروبي، ومن الواضح أنها تعمل على حلّ سريع يعيد هذه الميزة قريبًا.

حتى ذلك الحين، ستظل تجربة الساعة والآيفون في أوروبا ناقصة قليلًا، لكنها تبقى من بين الأفضل في فئتها من حيث التصميم والجودة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *