أخبار

الايفون وبقية الهواتف الذكية قد تجعل مستخدميها أغبياء حسب آخر الدراسات العلمية

 

شخص غبي بسبب الايفون

الايفون يحولنا لأغبياء ! هذا ما وصلت إليه دراسة علمية حديثة (رابط الدراسة) أجراها باحثون من جامعة شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية بقيادة كل من الباحث أدريان F. وارد، كريستين ديوك، أيليت غنيزي و مارتن .W بوس.

هذه الأجهزة الصغيرة التي تمنحنا قدرًا كبيرا من الرفاهية، فبفضلها يمكن القيام بملايين الأمور المستعصية بدونها، تأخذ منا ضريبة باهظة مقابل خدماتها … بعملة المعرفة.

فمجرد تواجدها بالقرب منا يُغَيِّبُ جزءًا من أذهاننا و يحد من قدراتنا العقلية على التذكر و التحليل، أي ببساطة يحولنا إلى أغبياء !

هذه الدراسة بينت بأننا نتفاعل مع هواتفنا الذكية بمعدل 85 مرة في اليوم، بما في ذلك بعد الاستيقاظ مباشرة، قبل النوم مباشرة، وحتى في منتصف الليل.

و في أغلب المرات نقوم بالتحقق من هواتفنا الذكية بدون سبب معين !

هذا الإدمان على التحقق من هواتفنا يُقَلِلْ من قدراتنا الإدراكية و مواردنا المعرفية المتاحة أي ” يُغَيِّبُ جزءًا من أذهاننا “.

فتواجد الايفون مثلا أمامك على المكتب يشتت تركيزك، و يجعلك ترغب في التحقق منه بشكل مستمر، مما يُضْعِفُ حضورك الذهني و يؤدي إلى قطع حبل أفكارك بين الفينة و الأخرى، و هذا ما يؤدي في النهاية إلى تراجع قدراتك العقلية أثناء العمل أو الدراسة.

هذا الإغراء للتحقق من هواتفنا الذكية و أثاره على تحصيلنا المعرفي يَقِلان كلما ابتعدت هذه الأخيرة عن ناظرنا.

هذا ما أكده الباحثون من جامعة شيكاغو من خلال قياس الحضور الذهني لـ 800 مستخدم للهواتف الذكية، أغلبهم من مستخدمي الايفون في 3 حالات مختلفة، عند ترك هواتفهم صامتة لكن مرئية على المكتب، إخفائها في حقيبة أو جيب بالقرب منهم، أو تركها في مكان بعيد عنهم.

ثم إجراء اختبارين مدعمين بالحاسوب لقياس سعة الذاكرة العاملة (القدرة على تذكر المعلومات مؤقتا) و  الذكاء السائل (القدرة على حل مشاكل جديدة) لكل مستخدم في الحالات الثلاثة، و قد تم تلخيص نتائج الدراسة في أعمدة بيانية لتسهيل المقارنة.

هذا المقال قد يهمك أيضا: اضغط لفتحه
آبل تطلق خاصية التعرف على الأغاني للآيفون
تأثير الايفون على ذكاء الأشخاص
أعمدة توضح تاثير الآيفون على الحضور الذهني حسب مكان تواجده
  • اللون الازق يمثل قدرة المستخدم على تذكر المعلومات مؤقتا، تزيد هذه القدرة كلما أبعدناه عن هاتفه.
  • اللون الرمادي يمثل المدة التي يحتاجها المستخدم للتفاعل مع مشاكل جديدة و حلها، يحتاج المستخدم لمدة أقل أي بتفاعل بشكل أسرع كلما أبعدنا هاتفه عنه.

و يظهر جليا من خلال الأعمدة البيانية في الصورة السابقة بأن الايفون يؤثر على سعة الذاكرة العاملة و الذكاء السائل للمستخدم و يُنْقِصُهُما بشكل كبير بمجرد تواجده أمامه حتى إن كان في وضع الصامت.

و يقل هذا التأثير كلما ابتعد عن ناظره و كانت مهمة التحقق منه أصعب، كأن يتم إخفاؤه داخل حقيبة إلى أن يختفي هذا التأثير تماما عند تركه في مكان بعيد و منفصل عن المستخدم.

كما أشارت الدراسة إلى أنه لم يسلم أي مستخدم من دفع هذه الضريبة المعرفية، حتى أولائك الذين يتمتعون بقدرات على مقاومة الإغراء و توجيه تركيزهم لأداء مهام معينة.

هذه الظاهرة التي أطلق عليها العلماء “هجرة الأدمغة” من أعظم معيقات التحصيل العلمي في عصرنا، إذ ينبغي علينا دفع ضريبة معرفية باهظة مقابل الرفاهية و التسلية التي توفرها هواتفنا الذكية.

و بمعرفتك لهذا التأثير لهاتفك الذكي على قدراتك الإدراكية و المعرفية أو بتعبير أبسط ذكائك … عليك في المرة القادمة التي تقرر فيها الشروع في اكتساب المعرفة أو أداء وظيفة تحتاج إلى التركيز و التعامل مع مشاكل جديدة اختيار المكان المناسب لفراق رفيق السوء هذا و إلا فإنك غبي حقا !

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *